رسالة إلى أمي
أمي الغالية:
كم يحزُّ في نفسي أن أفقدك شيئاً فشيئاً
أنتِ تمضين باتجاه النهاية
وأنا أمضي صوبَ المجهول
أنا آسفٌ وحزينٌ أنني لم أعد أرى ابتسامتك
وأنتِ تنظرينَ إليَّ
ففد ضاع بصركِ وماعدت ترينني
أنا آسفٌ وحزينٌ أنني لم أعد أرى المصحف بين يديكِ
وقد تعودتُ على رؤيتك
وأنت تتلين القرآن العظيم
أنا آسفٌ وحزينٌ أن صوتي لم بعد يصلُ إلى أذنيكِ
فقد ضيَّعكِ السمعُ
وما عدتٌ تقوَيْنَ على سماعِ كلماتي
أنتِ تسألينَ وأنا أجيبُكِ
ولكنَّ جوابي لا يصلُ إليكِ
فيبقى السؤالُ حائراً لديكِ
أنتِ اليوم تتحسَّسينَ أصابعي وكفيَّ
تتواصلين من خلالهم معي فتعرفينني
وأنا أجهشُ بالبكاء وأنتٍ تفعلينَ ذلكَ
أمَّاه عفوكِ سامحيني
فأنا لا أملك اليوم أن أفعل شيئاً لأجلك
يخفِّفُ عنكِ
أوربما لا أملك القدرة
فتنتابني الحسرة
أمَّاه لقد ضيَّعتِ عمركِ من أجلنا
وأرجو أن لا نكون قد ضيَّعناكِ
أمَّاه لقد ضاقت بنا الحياة
وفرَّت من بين أصابعنا الأمنيات
وصرنا نعدُّ الخطى للممات
أتمنى أن أسكن بجوارك في الجنة
كما كنتِ دائماً بجواري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق