بقلم الأديب المصرى/ د. طارق رضوان جمعه
لماذا أختار الله الأسد ليكون ملك الغابة، رغم أنه ليس أقوى الحيوانات؟ ثَبُتَ علمياً أن الأسد لا يهاجم فريسته إلا عند جوعه الشديد، فهو ليس عدوانياً كما ثبت به صفة الرحمه، فهو لا يعذب فريسته قبل الموت مثلما تفعل باقى الحيوانات بفريستها. وهو على يقين تام أن الموت فى المعركة أشرف له بكثير من الهروب فهو يمتاز بالشجاعه. وهو يحمى عشيرته كلها وليس ما يخصه من زوجه وأبناء فقط. كما أنه لا ينظر لزوجة غيره.وهو على علاقة قوية بصغاره ويهتم بهم جدا. والعلاقة بين الأسد وزوجته تعد واحدة من العلاقات المتفردة فى عالم الحيوان.فهو يقدرها. ولكل من الذكر والأنثى دورمحدد: فالأنثى تسعى لتوفير الغذاء بينما الأسد يوفر الأمن للأسرة.
"الرجال من صنع المرأة، فإذا أردتم رجالاً عِظاماً أفاضل؛ فعلموا المرأة ما هي عظمة النفس وما هي الفضيلة." (الكاتب الفرنسي جان جاك روسو)
فالمرأة "خلاص أو هلاك للعائلة؛ لأنها تحمل في ثنايا ثوبها مصير كل فرد من أفرادها، ولا توجد جوهرة في العالم أكثر قيمة من امرأة تنزه نفسها عما يعاب، وتصون عرضها من الدنس صيانة لا يقع للريبة عليها ظل." (إميل زولا). وهــو القائل : "تسقط المرأة إذا أعطيت استقلالاً كاملاً. أو قصدت محافل الأفراح، وشاركت رجال العائلة في أعمالهم، أو إذا غابت عن بيتها طويلاً؛ أو عاشرت النساء الطائشات. كما أنها تفسد إذا عاشرت الشريرات الطاغيات، أو تغيبت عن زوجها أو أفرطت في النوم أو أكثرت من الإقامة في بيوت الجيران. ويسلم شرف المرأة إذا لم تتغرب، وكان وقتها تحت تصرف زوجها وابتعدت عن الرجال."ظهرت مصطلحات عديدة في طرح موضوع المرأة منها: مشكلة المرأة، أزمة المرأة، إشكالية المرأة، وقضية المرأة، لكن تظل قضية المرأة في جوهرها إنسانية ومجتمعية.
إنّ أنواع من الظلم الإجتماعي والإقتصادي قد وقعت على كاهل الرجل كما هو على كاهل المرأة، لكن الأخيرة عانت أكثر واقع التهميش والإستغلال، فهي تعاني من الإقصاء وتتراكم الكثير من الجرائم الفردية والمُجتمعية فوق كاهلها، كما تتعرّض أيضا الى العنف والنظرة الدٌونيّة في الأسرة نفسها. ولكن تحرير المرأة لن يكون بمعزل عن تحرير عقلية شعب بأسره. ولأهمية المرأة يقول القائد الفرنسي الشهير نابليون بونابرت: " لتكن لفرنسا أمهات طيبات يكن لها أبناء بررة. وقال: المرأة الجميلة تسر العين، والمرأة الصالحة تسر القلب؛ أولاهما جوهرة والأخرى كنز."
ورغم أنّ الإسلام ركّز في جميع تعاليمه وأحكامه على رفعة المرأة وتعزيز مكانتها، وكان اهتمام الإسلام بالمرأة سبّاقا ونوعيّا.
لكن العقبة الأكبر كانت في القمع الذكوري للمراة،ولا أقصد بهذا الإساءة لجميع الذكور فبالطبع هناك من يقدر ويحترم ويساعد المرأة فى قضاياها.
ويعتبر البعض أنّ المرأة نفسها، قد ساهمت في الترويج لذلك. وفي هذا الصدد تقول د. جمان هردي الباحثة في قضايا المرأة: "إن المرأة تتبنّى رؤية قامعها وتتحوّل إلى وكيلة للنظام الأبوي وتقوم بضبط النساء الأخريات ليُطعن النظام العام".
وقد حددّت منظمة الأمم المتحدة عام 2030 سنة لمناصفة كوكب الأرض ما بين الجنسين، وهي مُهمّة قدّرها البعض أنها صعبة للغاية وتحتاج إلى الكثير من الجهود للقضاء على أنواع كثيرة من الإستغلال والتمييز والعنف، خاصة في ظلّ المُستجّدات التي مرّ بها العالم العربي والسُلوكيّات الوافدة من بؤر الحروب والتطاحن السياسي في المنطقة .
فهل أنت متفق أو مختلف مع ما ذكره الكاتب الصحفي على أمين رحمه الله،والذى كان يتحسر على الحال الذي وصلت إليه المرأة المعاصرة؛ لأنها طلبت لنفسها أن تقوم بوظيفتها وبوظيفة الرجل؟ فيقول: "حياة فتاة اليوم أشق كثيرا من حياة فتاة الأمس. لقد كانت المرأة تشعر بمتعة عجيبة وهي تقوم بواجبها كأم؛ وهي تطهو الطعام ليأكل أولادها. وهي تكد لتغسل ملابسهم. أما الآن فهي لا تشعر بمتعة حقيقية وهي تُعامل معاملة الرجل. كأنها تريد ميزات المرأة والرجل معا؛ بغير أن تدفع ضرائب عن هذه الأرباح!"
من حيث تركيب الخلايا التي يتكون منها جسم الإنسان والتي تعتبر وحدات التركيب والوظائف في جسمه فان الرجل والمراة يملكان خلايا متشابهة في اشكالها ووظائفها باستثناء الزوج الكروموسومي رقم 23 المميز للجنس ففي الرجل شكله يشبه الحرفين xy وفي الانثى يشبه xx ولاتوجد اي خلايا عصبية خاصة في السلوك تميز الرجل عن المراة او العكس .ولا يحمل هذان الزوجان من الكروموسومات اي جينات تميز ارادة الرجل عن المراة او العكس. كل الصفات السلوكية مثل :الحقد والغيرة والكره والحب والسادية واللؤم والرحمة والكرم والشجاعة والمرونة والعناد والقسوة واللطف والذوق والصدق وغيرها موجودة عند الرجال والنساء ولكن بدرجات متفاوته بين افراد النوع الواحد .
ولكم من الواضح أن الرجل لايعاني من مشاكل الدورة الشهرية والتي تسبب ارهاقا نفسيا وحالة عصبية ونفسية متذبذبة لدى اغلب النساء. وكثير من الرجال لايراعون التغيرات النفسية التي تطرأ على المراة في مراحل الدورة الشهريه مما يسبب مشاكل زوجية كثيرة.
الرجل لايلد والولادة تسبب تعبا للمراة ويتبعها تغيرات جسدية ونفسية كما ان تعب الرجل في العمل لايعرفه الا هو من مضايقات المسؤولين او تذبذب الدخل المادي او حوادث ومفاجات العمل وهناك نساء لايقدرن هذه المتاعب وغير مستعدات لفهمها.
يذكر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة كيفن كندي أن هناك سبعة ملايين امرأة سوريّة يقُمن بإعالة أسرهنّ لكنهنّ يتعرّضن للعنف ويحتجن للمساعدة. أمّا الناشطة السعودية د. هيفاء الحبالي فتقول: "نحن نطالب بقوانين لمكافحة التحرّش بالمرأة والطفل أيضا".
أما في العراق، فتؤكد الناشطة هناء أدور سكرتيرة جمعية أمل، أن ازدياد حالات الطلاق في تزايد . وقد عانت العراقيات بمختلف الطوائف ويلات الحرب، من اعتداءات جنسية وجسدية ارتكبتها قوى الإرهاب وأصبح البعض منهنّ سبايا تحت سقف ما يُسمّى بداعش ولم تسلم من قبضته إلى الآن، إضافة إلى اغتيالات مٌتكرّرة بحق نساء رائدات في شتى المجالات الفكريّة والثقافيّة والفنّية خصوصا في الحقبة الأخيرة.
وفي ظلّ ما يسمى بالربيع العربي، انقادت المرأة بكل ثقلها في الثورات، مُشاركة في الإعتصامات والمُظاهرات ومُحمّلة بطموحات عديدة. لكنّها لم تجنِ ثمار نضالها بحجم التوقُعات والرّهانات،
لكن رغم كل هذا الاحباط تمسّكت المرأة العرببة وبقوّة بحقوقها الأساسيّة وانتزعت مكانتها المهمّة في تقدّم المجتمع وازدهاره الفكري والإقتصادي ، وقد سطع نجم أكثر من امرأة ولمع اسمها في عديد من الدول العربية مثل مي زيادة وهدى شعراوي في الأدب والسياسة، وبولينا حسون في مجال الصحافة العراقية.
وذكر الأديب المصري يوسف السباعي أن: "أقوى ما في المرأة دموعها، وأضعف ما فيها قلبها، ويمكن إقناع المرأة بأي شيء عن طريق قلبها." فالمرأة تريد السعادة والهدوء كالرجل وتريد الحرية والإستقلالية والإحترام وترغب بالرجل صفات كثيرة أهمها : القوة والذكاء والنشاط ووفرة المال لديه والأناقة والنظافة والحنان والصدق والوضوح ومشاركتها كل صغيرة وكبيرة وإحترامها سراً وعلناً وإحترام طريقة إدارتها للبيت وتقدير مشاعرها في كافة الظروف والوقوف الى جانبها عند حدوث مشكلة ما . ولكن لديها وهم الخوف الذي لامبرر له من قوة الرجل ولذلك تريد الأمان ايضا , فهي شديدة الخوف على مستقبلها من هذا الجانب وتلجأ الى اساليب كثيرة لكي تشعر بالأمان منها : البكاء عند حدوث مشكلة بسيطة ثم الكذب لدى الكثيرات منهن للتغطية على موضوع لا قيمة له والصراخ ورفع الصوت أحيانا للإستجداء وإظهار التحدي . كما ان الكثير منهن تحاول جمع اكبر قدر من المال حتى لاتكون تحت رحمة زوجها او اي رجل اخر كما تلجأ بعضهن للسحر او للإستقواء بأهلها او للموسسات الحكومية او طلب الطلاق للضغط على الرجل نفسياً ومالياً خصوصاً عند وجود اطفال او التأمر على الشريك بطريقة خفية او قد تلجأ بعضهن للإسراف في البيت والنفقات كي ترهق زوجها او حرمانه من ممارسة الجنس معها كلما اراد بطرق غير مباشرة او مباشرة احيانا، او بمراقبته وتتبع اعماله داخل وخارج البيت وتفتيش جيوبه واوراقه ومراقبة هاتفه إن امكنها ذلك او احراجه في اكثر من موقف امام اولادها او اهلها او اصدقائهما ,كما ان بعضهن يكثرن من الطلبات خصوصاً في المناسبات للتباهي امام الناس دون فائدة .وكلما نجح اسلوب لجأت لأستخدامه اكثر فاكثر ثم تلجأ للذي بعده وهكذا. وهناك عشرات الأساليب الأخرى وعشرات انواع المكائد التي تتبعها النساء. وكل ذلك من اجل تخفيف سيطرة الرجل والوصول إلى الأمان الوهمي الذي تولد في عقلها وهذا مايجعل ملايين الرجال لايعرفون ماتريده النساء.
ومن وجهة أخرى تجد بعض الرجال يكبر المواضيع الصغيرة وبعضهم لايكترث للأمور المهمة وبعضهم متكبر ولا يحترم اهلها وبعضهم ضعيف الشخصية وبعضهم لا يعتني بالنظافة الشخصية وبعضهم لايؤتمن على سر وبعضهم عصبي المزاج طويل اللسان ومتسلط او متهور وهناك عشرات الصفات التي تنفر النساء من الرجال . يحمل زوجك مشاعر مميزة في أعماقه، وهو يعرف بصعوبة أنها موجودة، ونادراً ما يبوح بها. ومع ذلك، فإنه يرغب حقاً في أن “تدركي” ما في داخله لفهم أسرار حياته الداخلية، ومعرفة مخاوفة واحتياجاته، وسماع ما يتمنى أن يخبرك به. فلماذا يعد احترامك إياه أكثر أهمية لدية من حبك؟
احتلت مصر مكانة خاصة في الأدب الرومانسي الفرنسي، ووفد إليها كبار الكتّاب والفنانين ورحّالة أمثال سافاري، وفولني، وجيرار دي نرفال، ومارميه، وفلوبير، و مكسيم دي كوم، وجان جاك أمبير، الذين لم تخل كتاباتهم من استغراق في تأمل المرأة المصرية وعاداتها الشرقية، مقارنة بنساء الغرب.
جاء علماء الحملة الفرنسية (1798-1801) وحسموا الكثير من علامات الإستفهام في دراسات كتاب "وصف مصر" وقدموا صورة مكتوبة مصحوبة لأول مرة بلوحات أقرب إلى تصوير واقع المجتمع والمرأة المصرية على نحو يغاير أعمال من سبقوهم من الرحّالة في القرنين ال17 و 18، والتي ظلت عالقة في مخيلة القاريء الغربي الباحث عن الصور الخيالية الأقرب لأساطير "ألف ليلة وليلة".
وكتب العالم الفرنسي دي شابرول أول دراسة علمية مستفضية بعنوان "دراسة في عادات وتقاليد سكان مصر المحدثين" ضمن دراسات كتاب "وصف مصر"، وتحدث عن المرأة المصرية في الطبقة العليا قائلا: "يتغير كل شيء في الطبقة الدنيا، فالنساء مهمومات بأمور المنزل، لن تُخلق من أجلهن مباهج البطالة، تجدهن في الحقول يقاسمن أزواجهن العمل، ويساهمن على الأقل في جعل العمل مع أزواجهن أقل مشقة، لذا تراهن يتمتعن بكل الخصائص الجسدية التي تنتج عن هذا العمل الدوري، فأجسامهن قوية عارية من الشحوم، وحركاتهن سهلة، وخطواتهن ميسورة، على نقيض خطوات السيدات الثريات الثقيلة المتعثرة، وعلى الرغم من بساطة ملابسهن، فإن لديهن رغبة في التميز وسط رفيقاتهن بوضع بعض الحلي المتواضعة".
كان رسم النساء في مخادعهن الموضوع الأكثر إثارة في كتابات الرحّالة ولوحات الفنانين، وكان حظر دخول الغرباء إلى مايعرف بـ "الحرملك" سببا أطلق العنان لمخيلة هؤلاء الكتّاب والرسامين لينسجوا في أعمالهم ما قد يحدث وراء تلك الأبواب، وخرجوا بقصص مختلفة، منها ما يثير الغرائز، وأخرى تبرز الألفة العائلية والاحتشام، اعتمدت جميعها بالطبع على هدف الكاتب من الوصف.
وكلما كانت الطبقة الإجتماعية التي ينتمي إليها الرجل أعلى، زاد التقييد على حرية النساء في داره، ليصبحن سجينات العادات والتقاليد والمحرمات، وعلى الرغم من اهتمام الغرب بالحياة المنزلية والعائلية وطبيعة لوحات النساء التي كانت سائدة في القرنين 18 و 19، إلا أن مشاهد الأمومة كانت نادرة في أعمال الرحالة والفنانين، وصورت المصريات مشغولات بالنشاطات اليومية في أغلب الأحيان.
وشاركت المرأة المصرية في الإحتفالات الدينية لاسيما مشاهد مغادرة ووصول "المحمل (كسوة الكعبة)"، أثناء رحلة الحج من مصر، وكانت السيدات حاضرات في الحشد المستقبل للمسافرين العائدين كما نرى في لوحة "لودفيغ دوتش" بعنوان "سير المحمل في القاهرة" 1909، ولوحة "كارل هاغ" بعنوان "حجاج مكة يعودون إلى القاهرة" عام 1894.
وعلى الرغم من أن الرجل يمتلك قلباً يستطيع أن ينبض أكثر من مرة لعدد من النساء؛ إلا أن هناك دائماً امرأة وحيدة تسلب قلب وعقل الرجل من جسده، وتجعله يقوم بتصرفات وأفعال معها لا تصدر منه إلا أمام تلك المرأة.
بالطبع لا يملك السواد الأعظم من الرجال القدرة على الإستماع لدقيقة كاملة إلى ثرثرة النساء، وخاصة عندما يتوجهن بالشكوى إلى أزواجهن حول أمر ما يراه الرجال دائماً تافهاً، ولكنه ليس كذلك بالنسبة لزوجاتهم. فكل ما تريده منك زوجتك هو الإنصات فقط دون إعطاء أي حلول، فمجرد الإستماع يعطيها شعوراً بالهدوء والأمان الداخلي معك، فهي أفصحت عن جبل تحمله على كتفيها بهذا الأمر البسيط.
على الرغم من أن الأمر يبدو غريباً بعض الشيء؛ إلا أن الرجل الذي يحب زوجته كثيراً يتشاجر معها كثيراً أيضاً، ولكن ليس بسبب نفس الأسباب التقليدية التي يتشاجر حولها الأزواج بل السبب خوفه عليها ورعايته لها.
بالنهاية اقول : ترك الطمع بالغير وترك السيطرة على الشريك والإبتعاد عن الأنانية تساعد كثيراً في إيجاد حياة تملؤها السعادة والهناء وتنتهي بالذكر الطيب بعد الممات.