حادث سير يودي بحياة المطرب الصديق جورج الراسي
كتب// جهاد أيوب
ما هكذا تسقط من عرينك يا غالياً...
ما هكذا تهرب من هذه الدنيا ونحن ننتظر سهرة تزينها بصوتك المختلف...
ما هكذا تهرول عن فرسك، وأنت الفارس العزيز، والقادر على سباق الخيول..
ما هكذا تغرق في بحر، وأنت سيد الغطاسين، وأمير المبحرين...
ما هذا...وما هذا الخبر يا جورج الراسي؟
صفعتنا صبيحة هذا اليوم اللبناني المتعب، وجعلته يوماً حزيناً...
المطرب الصديق، من كان يحدثني باستمرار عن احلامه، عن مشاريعه، عن حفلات يقيمها هنا وهناك، يتصل بي واتصل به يومياً، نتحدث معاً في غالبية الاوقات...
الصديق العاشق لولده الوحيد، والحالم به، المطرب الشاب جورج الراسي يرحل في حادث سير ...حادث فاجعة بين الحدود اللبنانية السورية...
جورج صاحب الصوت الهادر، هو من مدرسة الكبير جورج وسوف، ولكنه حاول البحث عن هوية، واستطاع أن يكون هو...
لا أعرف ما اكتب، ما هي الحروف التي ادمعك فيها، وما الفارق إذا كتبت بحبر الدمع، أو بدماء الحياة التي كنت تفاخر بأنك فيها...
صديقي جورج...اكتفي الآن بتجميع كلماتي المشتتة، ووضعها في سطر مكسور، وغطاء الكفن المجبول بتراب الوطن، ونقدمها معاً إلى نعشك بين بحر لا تخافه، وفي مسرح لا تهابه، وبين جمهور يؤمن بموهبتك...
ها أنا أنتظر ما وعدتني به، فكيف بعد فاجعة موتك ستحقق وعدك!؟!
ها أنا كلني سمع حتى الآن كي أعطيك رأياً بجديدك الغنائي...كيف لي أن أسمعك، وسرقت طيفك خلسة من زحمة الموت اللبناني..!؟!
ها أنا أكتب ما تمكنت منك...لن أطيل يا صديقي فلقد خسرناك في عز شبابك...ومفرداتي هرمت، وتبعثرت، وقد تكون هزمت برحيلك الفاجعة...
جورج الراسي...ذاك الفارس الحالم بوطن بأغنية بولده وبالنجاح الذي ينتظره سقط في حادث مفجع دون وداع، ودون تحقيق أحلامه...ودون أن أكمل كلامي عنه، ودون أن يكمل أحلامه في عالم الذئاب...