حانات فراغ طاعنة بالأسئلة
..................
ذاتَ ندبةٍ على وجه بداية
تأخّرت عن صفّ الفرح
أسكبُ بعضي على أقمشة الصّمت البالية
. كأنّي أُأَخّرُني عمدًا إلى ما بعد الكلام
كي يخرج الحرف من رحم البوح
و هو يغرّد على رغبة أغصان
أشجار الصفصاف ذات الأعناق الطّويلة
التي انبثقت من برعم ابتسامة
خارجة عن عرف قهقهة طاعنة في الحزن
كم من أنملٍ نحتاج لنجمع أشلاء البوح من بساتين الصّبر
كم من عبارة نحتاج لنكسو بها الحقول
التي أتلفتها ألسنة لهب الشّوق
كم قدح سماويّ نحتاج
لتطفئ به تلك النيران
وننسى برود أطرافنا المتكسرة في حانات الفراغ ..
كم عمر نحتاج
لردم ركام الحسرات فوق قباب المستحيل
وهل عيوننا المبتلة بوجع الريح
تكفي للصّراخ في فصول العمر ؟
هااا هي
قصائدنا مبتورة الجناحين تردّد رجع الصّدى
و تراب الرّوح المبلّل بندى الإلهام
راح في قلق طين الوادي الذي هجره ماءه
والمداد يهرول في هباء الرّحيل
يخدش دم النّسيان
ونحن ننتظر غمامة
مغمورة بملح الهديل
أيّها الموت
المتربّص على جبين الفجر
هاك أرواحنا
تنبعث من جرح الأسئلة
تصدح في صواع الصّمت
الملطّخ بأنين الخذلان
ترتجل خلودا خاشعا
مخضّبا بالنزيف والاستغفار
ريم النقري
اللوحة بريشة الفنان السوري المبدع
Nedal Khweiss