في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم يتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا
ويأتي هذا اللقاء رقم ( 184 ) ضمن نفس المسار
وفي ما يلي نص الحوار
س \كيف تقدم نفسك للقراء؟
أولا أود أن أشكركم الاديب المصري د.صابرحجازي على هذه الإستضافة...
محمد دويدي جزائري من مواليد "عين وسارة" بالجلفة هذه المدينة المسماة بمدينة الشعراء أعطت للجزائر وللوطن العربي أسماء أدبية لامعة معروفة في الوطن العربي،، متزوج وأب لطفلة، ناشط جمعوي، تقني إعلام آلي، موظف بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الجزائري، مدون ومدير تحرير مجلة النبراس الجزائرية، أكتب الشعر الحر والفراهيدي، أكتب القصة لكن باحتشام. نشرت كتاباتي في العديد من الجرائد الورقية والمجلات الإلكترونية في الجزائر، والوطن العربي.
س \إنتاجك الأدبي : نبذة عنه ؟
لي العديد من القصائد والقصص والمقالات والحوارات، ديوان أناشيد العشاق" ديوان إلكتروني" ديوان "عتاب" تحت الطبع، قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم" السيرة النبوية في قصيدة" أطمح إلى أن تصل لألف بيت.
س \كيف تصور لنا المشهد الأدبي بشكل عام والشعري بشكل خاص في الجزائر الآن ؟
المشهد الأدبي والشعري في الجزائر مثله كمثل باقي دول العالم العربي في تطور مستمر، لكنه لم يرتقي يوما الى ما جاء به الفطاحلة، كأصحاب المعلقات، والمتنبي، وجرير والفرزدق والأخطل وابو نواس وغيرهم، وإذ به شهد تضخما في الكم لا في النوع، حيث تناول الشعر خاصة ألوانا جديدة لم يأتي بها السابقون، ودخلت بعض المصطلحات، وزاد التكلف والتصنع بشكل رهيب مما أدى إلى ركاكة وضعف وقبح، وما كان اكثار الزخرف والزينة إلا سترا لهذا الضعف الشائن، وكل هذا جاء كطاعة عمياء لمطالب العصر...
إلا أني لن أبخس حق بعض الشعراء الذين يسعون جاهدين إلى التمسك بعمود الشعر، بكل ما فيه من تراث وأصالة وجمال، ويحاولون الحفاظ على تقاليده الفنية التي كان يسير عليها الشعراء الكبار آنفي الذكر.
*****
كما أني أصنف المشهد الأدبي بصفة عامة إلى ثلاث فترات:
1/ مابعد الاستقلال.
2/ العشرية السوداء.
3/ ما بعد العشرية السوداء، إلى يومنا هذا.
أولا/ ما بعد الاستقلال: كما هو معلوم للكل المشهد الإبداعي في الجزائر كان آنذاك حكرا على الأسماء ذائعة الصيت والكبيرة، والأسماء الصغيرة والمغمورة كانت تائهة بين حنايا ظل تلك الأسماء تبحث لها عن مكان لكن دون جدوى، الا النزر اليسير الذي صنع لنفسه اسما رغم كل المعوقات.
ثانيا/ العشرية السوداء: كانت تلك السنوات سنوات دمار شامل لكل القطاعات، وليس على الثقافة فقط، كان في كل يوم يسقط مثقف من مثقفي الجزائر حيث
تم قتل " الطاهر جاووت"، أحد أكبر الكتاب الجزائريين، وعالم الاجتماع والوزير السابق" الجيلالي اليابس" الذي قتل أمام باب بيته بالقبة في العاصمة، ثم تمت تصفية الصحفي والمثقف"رابح زناتي" وقتل الروائي"الهادي فليسي" كما تم قتل رئيس تحريرجريدة الخبر" عمر اورتيلان" وحتى العنصر النسوي لم يسلم حيث تم قتل المصححة اللغوية " ياسمين دريسي" والصحفية "نعيمة حمودة" والكثير الكثيرمن نخب الجزائر، مما أدى الى ضرورة حتمية الى هجرة الأدمغة وهروبها من ويلات هذه العشرية.
ثالثا: ما بعد العشرية الثالثة: التي شهدت بروز أسماء جديدة زاحمت الأسماء المعروفة، حيث ظهرالعديد من الكتاب الجادين خصوصا في الرواية والقصة والشعر، صار لهم صيت تعدى حدود الوطن الى العالم العربي، وأحيانا الى العالمية حيث ترجمت العديد من الأعمال من قصائد وقصص وحتى كتب الى الانجليزية والفرنسية،ولغات أخرى، وترجمت الكثير من الأعمال إلى أفلام ومسرحيات وأعمال تلفزيونية، وفاز العديد من المبدعين بجوائز هامة "كالبوكر- الشارقة- جائزة نجيب محفوظ، جائزة البابطين، جائزة المتوسط الأدبية- جائزة القلم الحر" وغيرها من الجوائز.
ولا ينكر أحد أن هذه الأقلام الشابة قدمت إضافات الى المشهد الأدبي، وبشرت بجيل جديد واعد، فقط يحتاج إلى إنتاج حراك ثقافي حقيقي.
ومن ناحية اخرى ومن منظور آخر عندنا المسؤول مهتم بالعاصمة والمدن الكبرى وأهمل الجزائر العميقة.
"أما عن النقاد ودور النشر فهم يحتفون بالإسم دونا عن النص وهذه هي الطامة الكبرى"
س \بصفة أن حضرتك المدير المسؤول ورئيس التحرير لجريدة النبراس الجزائرية اليومية - هل الإعلام يعطي المبدع حقه بتسليط الأضواء علية والأخذ بيدة حتي يظهر للجمهور؟
إن العلاقة بين الشعر والإعلام ليست وليدة اليوم فهي تمتد إلى العصر الجاهلي،والشاهد على هذا " سوق عكاظ" و" المعلقات" و" مجالس الغناء" وحتى الحفظة الذين كانوا يلتقطون كل ما قاله الشعراء، فكان الشاعر يقول قصيدته في الشام فيدوي صداها في الحجاز بسرعة البرق، وما المعركة الشعرية التي حدثت بين المهلهل وابن عباد إلا دليل على كلامي فكان المهلهل يهجو ابن عباد في الصباح فيصل شعره مسامع ابن عباد في المساء، والعكس صحيح وهذا بسبب ناقلي الأخبار.
أما في عصرنا فقد ساهم التلفزيون والإذاعة والمجلات الورقية والالكترونية في التعريف بالأدباء ومشاركتهم تتويجاتهم وتغطية الأماسي والصالونات والمهرجانات، إلا أن عيب هذه الوسائل هو الإحتفاء بالأسماء دون النص، فتجد نصا لشاعر معروف في العديد من المجلات وإن كان النص ضعيفا، ويرفض نص جميل فقط لأن صاحبه مغمورا، لأن سياسة الأقصاء لا تزال سارية للآن رغم كل هذا الإنفتاح والتطور، وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعلنا نفكر في إنشاء "مجلة النبراس" التي نتمناها أن تكون منبرا لكل مبدع دون تمييز أو محاباة شريطة جودة النص.
*س \هل ترى في السنوات القادمة بوادر نهضة شعرية ونقدية عربية حقيقية؟ نعم وهذا واضح وجلي لأنه قد اتسعت حركة التاليف والنشر وتيسرت وتنوعت، وظهرت فنون أدبية شعرية ونثرية جديدة وهذا ما ادى بالنقاد الى عمل عملهم سواء بالمدح او الذم، القبول او الرفض، وإتجاه النقاد إلى احياء التراث القديم كنشر المخطوطات وتيسير كل صعب فيها، والى الرجوع الى الشعر القديم وتفسيره وشرح الفاظه الصعبة ، وما ظهور تيارات أدبية متعددة انقسمت بين محافظ ومجدد إلا ايذانا بنهضة شعرية وأدبية حقيقية.
س \من سيقود في المرحلة المقبلة الثقافي أم السياسي - وما علاقة الثقافة بالسياسة ؟
القيادة دائما للسياسة لكن التطورات التي شهدها العالم بعد الربيع العربي، وكذا بعد الحراك في الجزائر الذي ساهمت فيه نخبة من مثقفي الجزائر بشكل كبير، أضحى للمثقف العربي الكلمة المسموعة فهو يحمل أفكارا لتغيير الواقع السياسي والاجتماعي، وهذا الذي حدث بعد الثورة الصناعية الكبرى في أوروبا حيث أصبح المثقف هناك يتصدى للنظام السياسي بل صار يوجهه الى مايصبو إليه، وصارت له قوة سهلت عليه طرح رسائله ويسرت عليه دعوته الى الحرية والعدالة.
س \هل هناك إسقاطات للتحولات الاجتماعية والسياسية في أعمالك الأدبية الحالية ..بمعنى آخر هل ترى شعرك يعبر عن الواقع ؟
"الأديب ابن بيئته يتأثر بها ويؤثر عليها" فهو إنعكاس لواقعه ويتفاعل مع الأحداث وهو محظوظ أكثر من غيره لأن له القدرة على افراغ طاقته سلبية كانت إو إيجابية ويترجم أحاسيسه بقلمه، فيكتب عن الوطن، عن الأم، عن فلسطين، عن الحراك، عن الآفات الإجتماعية، عن الحب، عن كرة القدم، عن تتويجاته، عن افراحه وأحزانه، وحتى عن الحرائق المفتعلة التي أبادت الشجر والحيوان والإنسان، وأنا كتبت عن كل تلك الاشياء
س \لكل مبدع محطات تأثر وأب روحي قد يترك بصماته واضحة خلال مراحل الإبداع، فما هي أبرز محطات التأثر لديك، وهل هناك أب روحي ؟.
بالفعل لكل مبدع محطات تأثر وأول من ترك أثرا في نفسية ذلك التلميذ الصغير في الإبتدائي الأستاذ "بقعة جلول أطال الله عمره" الذي حبب لنا الشعر، ولا أزال اتذكر تلك الأنشودة التي غنيناها في الصغر" معلمي يا أبت، صغيرتي بنيتي" فحاولت مرارا وتكرارا تقليده أو الكتابة مثله، وبعدها تتسارع الأحداث فيأتي موت الوالد المفاجئ فتتفجر قريحتي الشعرية بمرثيات لكني لم أقدمها للقارئ وتركتها لنفسي مثلها مثل العديد من القصائد،والعديد العديد من المحطات التي يطول ذكرها،أما عن الأب الروحي أو بالأحرى لاكون دقيقا الشعراء الذين عشقت أشعارهم أولهم المتنبي ويليه قصائد المعلقات، وفاروق جويدة، ومفدي زكريا وغيرهم علما أن شغفي بقراءة الكتب ليس له حدود فأي أوراق بين دفتي كتاب أقوم بقراءتها "ولا تصقل المواهب ألا بكثرة المطالعة".
س \هل هناك نقاد في الجزائر ؟
قال أبو حيان التوحيدي" الكلام على الكلام صعب" وهذا ينطبق على النقد والشعر فالنقد كلام ذو معايير عقلية على كلام أدبي معاييره شعورية
بدايات النقد المعاصر ظهرت جليا في النقد الصحفي مع مجلات"الشهاب والمنتقد والبصائر" وهنالك طائفة من النقاد التي حركة مياه النقد الراكدة كأحمد رضا حوحو ، ورمضان حمود، أما الآن فقد ظهرت جهود نقدية خلاقة تنوعت بين نقد الشعر، القصة الرواية
ومن النقاد المعاصرين فيصل الأحمر عمار غموش مولاي علي بوخاتم عبد المالك مرتاض عبد الحميد بورايو والكثير الكثير.
س \ما الرسالة التي يجب على الأدباء تقديمها للمجتمع في الوقت الراهن ؟
الأديب والمثقف بصفة عامة ماهو إلا مرآة للواقع، لذا على الأديب أن يسعى جاهدا إلى رفع وعي الأفراد برسالته الأدبية والفكرية، وبما أن الأديب مرجعية أساسية كما أنه يعتبر لسان الوعي الجماهيري فصار واجبا محتما عليه السعي الى تغيير الأوضاع الاجتماعية والسياسية إلى أفضل حال.
س \ماهي القصيدة التي كتبتها وتركت أثرا كبيرا في القراء؟
في الحقيقة لست راض عن الكثير من القصائد التي كتبتها سابقا، لكن ورغم هذا فقد لاقت استحسانا من القراء، ومن تلك القصائد قصيدة "مناجاة" التي تتحدث عن آفة إجتماعية حيث هنالك ولد عاق رمى بأبيه في أحدى دور العجزة.
س \أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والأدبية ولك موقع خاص باسمك - فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الإنتشار والتواصل المستهدف بين الأديب والمتلقي ؟
نعم فمواقع الميلتيميديا خصوصا الفيس بوك قربت المسافات بين الشعراء فيما بينهم، وبينهم وبين القارئ فصار للشاعر مكان مجاني يحقق له الانتشار، والشهرة بضغطة زر هاتفه دون أي معوقات هذا الجانب الحسن.
أما جانبها السيء فهي مكان لنشر الجيد والرديء دون رقيب أو حسيب، أو محرر يقبل بنشرها أو يرفضها،وغلب عليها المجاملات في التعليقات دون حتى قراءة النص لأن النص لا يذهب إلى فئة مختارة ومستهدفة وبامكان أي صاحب موقع فيس بوك ابداء رايه في النص عكس المجلات كالنبراس مثلا التي تستهدف قراء محددين.
س \مشروعك المستقبلي - كيف تحلم به - وما هو الحلم الأدبي الذى تصبو الى تحقيقة ؟
عدة مشاريع بإذن الله في الأفق منها مشروع"رواية" وديوان" عتاب" كما أفكر في جمع القصائد التي قمت بنشرها سابقا والتي لم أنشرها واعادة نشرها في ديوان.
أما الحلم الأدبي الذي أصبو اليه هو اقامة مسابقة أدبية ثقافية كبرى متبوعة بمهرجان وطني ولما لا دولي أخدم بهما الإبداع والمبدع.
س \واخيرا ما الكلمة التي تحب أن تقولها في ختام هذة المقابلة ؟
اشكرك الأستا ذالاديب المصري د."صابر حجازي" على إستضافتي وعلى هذا اللقاء الذي أتمنى أن يرقى إلى تطلعات القراء، كما أشكرك على سلسلة الحوارات التي قمت بها مع نخبة من شعراء الوطن العربي، حيث قربتنا الى العديد من الكتاب وعرفت القارئ الشغوف المتطلع بهم، كما أشكر من منبري هذا كل من بنى لبنة في سبيل خدمة المبدع والابداع، والى كل من يسعى الى نشر ثقافة التعايش وربط اواصر المحبة والاخاء بين الشعوب، ولا بأس بالتذكير بأن مجلة النبراس ترحب بكل مبدع صاحب أدب خلاق.
————
الكاتب والشاعر والقاص المصري د.صابر حجازي
http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi
– ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة
- اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية
- نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي
– ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية
– حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية
-عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة