السبت، 5 سبتمبر 2020
حظك اليوم مع الأبراج الأحد ٦ ايلول (سبتمبر) ٢٠٢٠
ماذا أسميتك بقلم الشاعرة المبدعة / زيزى الشامى سليمان ( لبنان 🇱🇧 )
ماذا أسميك؟
أستاذي
معلمي
سيدي
أم ملهمي؟
لرنين صوتك
إيقاع خاص
كالأجراس السحرية
كنسمة صيفية
يشبه إحدى سيمفونيات موزارت
كالناي السحري
يعزف ألحاناً
تتمايل لها
الأميرات
كالفراشات
فوق الزهرات
سأسميك
أمير الحب والخلاص
سأسميك
الأمير تامينو
مخلص الحسناء بامينا....
لبنان هدية العالم ؛ بقلم الشاعر المتألق / هانى حليم ( لبنان 🇱🇧 )
لبنان هدية للعالم، الخالق له أحب،
وارتقى يكون جماله من السما،
التاريخ من فجر الخلق استحب،
لبنان منارة نور وحضارة وضيا،
لبنان فكر من الحرف حكمة سحب،
عقل أهلها للدني كتلة غنا،
لبنان لكل الأصدقاء صدره رحب،
أحجاره نقش عليها كلمة وفا،
لبنان ما بيعرف بكي ولا نحب،
قلبه عزة وروحه بالمحن علا،
ظلم الليال من أبوابه انسحب،
غروب الشدّة فيه بالهروب ابتدا،
الخالق شمس لبنان معه اصطحب،
بالفجر شروقها خالد بالنور والصفا...!!!
الحزن العميق ؛ بقلم الشاعر الكبير / حكمت نايف خولى ( سوريا 🇸🇾 )
الحزنُ العميق
كم أشتهي الإبحارَ في عينيكِ في غَبشِ المساءْ
فالبحرُ في عينيكِ يحملني إلى الشُّطآنِ في الكونِ البعيدْ
حيث المشاعرُ حرةٌ وطليقةٌ من كل خوفٍ أو قيودْ
فهناك في الآفاقِ في عبِّ السَّماءْ
القلبُ ينبضُ خافقاً ومعبِّراً
عن أصدقِ الخلجاتِ عن
حبٍّ بوسعِ الأرضِ أعمقَ من محيطاتِ الوجودْ
فأحارُ في السرِّ العجيبْ
وأغوصُ أغرقُ بين أمواجِ الخواطر ِ والصُّورْ
وأسيحُ مسحوراً بألوانِ الفِكرْ
وأروحُ أعبرُ كلَّ أسوارِ الحدودْ
فأحِسُّ أبخرةَ العذابِ تلفُّني
وأضيعُ في الحزنِ العميقْ
حيث الضَّبابُ الأسودُ المسدولُ يلتحِفُ الفضاءْ
ونشيجُ أحلامٍ وأشواقٍ تئِنُّ تنوحُ في وجهِ القضاءْ
فأنا متيَّمُ بالرُّؤى
وبهلوساتِ الوجدِ أسرحُ في جموحاتِ الخيالْ
أصطادُ برهةَ راحةٍ في عالمِ اللاّحِسِّ في دنيا البهاءْ
وهناكَ في دنيا البهاءْ
ألتفُّ حولكِ كالفراشةِ والهاً متعبِّداً
وأتيهُ في عينيكِ أبحثُ عن خليجٍ آمنٍ
أرمي به المرساةَ بعد ضياعِ أكوامِ السُّنونْ
فأُحِسُّ قربكِ دفءَ قلبي النَّازفِ المذبوحِ تفريهِ الشُّجونْ
أأنت ؛ بقلم خميلة الحب الشاعرة المبدعة / خديجة حمدو ( سوريا 🇸🇾 )
أأنت ؟...
أأنت هو يا عمري المختبأ في ظل أمنية ؟
أأنت هو ذاك المسافر منذ عصور في كتبي ؟
يا صاحب الظل الطويل في حكاياتي
يا أعواد الكبريت في شتاء حاراتي
يا أحلام الطفولة في تحسراتي
أأنت...؟
مازلت كما أنا طفلة الخاطرة
أنتظر على طرق المشاجرة
أكتب اسمك بحصى الطريق
وأنتظر من ظلك البريق
أأنت..؟
كيف ..؟
وكنت أمر بجانبك كغريب
ألقي التحية عابرة لم أنتبه المغيب
ما كنت اظنك أنت الحبيب
لم أنتبه أنك الآتي القريب
أأنت..؟
كنت تلهو بين الصبية
أسمع رنين ضحكاتك
وأجهل تحسراتك المتخفية
كنت تكتب رسائلك على طائر ورقي
وأنا ودون قرائتها أرميها بظلام الرؤية
أأنت...؟
أأنت يا عمر العمر ؟
أأنت يا روح الروح وأنا كنت اتجرع المر؟
أأنت تأخرت ..وأتيت بعد الصبر ؟
فما تراني فاعلة يا أنت ..يا أنا في نبضي الحر
حامل الأمانة ؛ بقلم الشاعر م / سامر الشيخ طه ( العراق 🇮🇶 )
(حامل الأمانة)
سأبقى أغرِّدُ وحدي
فسربي تخلَّفَ عنِّي
ورحتُ أنا خارجَ السربِ
أشدو
أطيرُ بكل اتجاهٍ وأعدو
وأمشي وأجري وأغدو
وأبذلُ جهدي
وأسعى لتحقيق ماكنتُ
أصبو إليه
ومازلتُ أصبو إليه
بغزمٍ وجدِّ.
+++++++++!++
سأبقى أسطِّرُ
في دفتر العمر شعراً
وأكتبُ نثراً
وأرقى سماءً
وأركبُ بحراً
لكي يفهم الكلُّ قصدي
++++-++++++++++
سأحمل فيما تبقَّى من العمر
معنى الأمانةِ
حتى أردَّ الأمانةَ
ذلك وعدي
ليحملَ عبءَ الأمانة
غيري
ومن سوف يرفل
بالعيش بعدي
++++++++++++
سأمضي بعيداً
إلى ما وراءَ الوراءِ
وأحيا سعيداً
بفيضِ العطاءِ
وأبلغُ بالموت
مجدي
الجمعة، 4 سبتمبر 2020
حظك اليوم مع الأبراج السبت ٥ ايلول (سبتمبر) ٢٠٢٠
هل طوانى النسيان ؛ بقلم الشاعرة المتألقة / إيلين فريد الخورى ( لبنان 🇱🇧 )
هل طواني النسيان
وبت أسيرة الذكريات
أأصبحت صورة امرأة
كانت كل الحياة
ذهب الحب
وضاعت كل الآمال
أحاول إنعاش الروح
من بؤرة الهذيان
تفيض روحي
انينا، وبوحا
لم كان
كم كان الماضي
شقيا
وكم كنت بريئة
في نظر إنسان
علمني معنى
الحياة
وتركني
أصارع بركان
يعصف في حنايا الروح
ويكوي جنبات القلب
الرهيف
أنشودة من زمن عابر
لحن حنين غادر
أشواق دفنتها
في تربة الفراق
انبتت زهرة النقاء
دوالي شقراء
تحاكي لآلئ الدمع
المسكوب
يروي تراب الحب
المجبول
بصراخ كأنه ينادى
الموت
أن يغرب
ويذهب
ليلاقي زهرة صبا
حب مضى
وسيف غامد
في الصدر
يكوي
يدمي ويوارى
في كفن أبيض
يرقد الجسد
تحت التراب
غازلني /بقلم الشاعرة سيڤا يوسف(مصر)
هجس قاتل/بقلم الشاعرة ملاك ن.ح
خميلة الحب/بقلم الشاعرة خديجة حمدو
يهم عينيك/بقلم الشاعرة الكاتبة أسماء عضلا
لغة المآقي /بقلم قمر الشرق الشاعر أكرم وردة(سورية)
صباحي /بقلم الشاعرة نرجس عمران (سورية)
وصال /بقلم الشاعرة رولا منير الصليبي
إمامي الحسين /بقلم الشاعر حامد الشاعر
الخميس، 3 سبتمبر 2020
حظك اليوم مع الأبراج الجمعة ٤ ايلول (سبتمبر) ٢٠٢٠
الأربعاء، 2 سبتمبر 2020
حظك اليوم مع الابراج الخميس ٣ ايلول (سبتمبر) ٢٠٢٠
الرحيل ؛ بقلم الشاعرة المتألقة / ساميا عقيقى شدياق ( لبنان 🇱🇧 )
بيروت طير من السما ؛ بقلم الشاعرة الجميلة / ريما خالد حلوانى ( لبنان 🇱🇧 )
أنا العاشقة لك ؛ بقلم الشاعر المتألق د / حازم حازم الطائى ( العراق 🇮🇶 )
//أنا العاشقه لك والمجنونة فيك //
ياغرامي ولا واحد من العشاق.
غيرك انت قدر يسرق مني قلبي.
ولاقدر يحير لي فكري وحالي.
ولا يقطع لي أنفاس قلبي.
ويسهرني ليلي ويشبكني بحنان.
وأحضن أشواقي فيه واغطيه بأجفاني.
ولاواحد من العشاق.
غيرك انت في كل العالم.
لكن أنت وحدك من غيرت.
في كياني وغرامي وعشقي وإلهامي.
فأنت وأنت لوحدك ياحبيبي آياحبيبي.
فكيف قدرت أن تزلزل الأرض.
في قلبي وتسرقني في جناني.
وأنا الآن من هيمانه فيك وعشقك.
وأغني وأرتل أناشيد الحب.
والغزل والتهاني لقلبك وحبك .
فكيف قدرت ياحبيبي آياحبيبي.
فلا واحد عاشق غيرك في كل العالم.
قدر يسرق مني قلبي
ولايحير لي فكري وحالي.
ولايقطع أنفاس قلبي ويسهرني.
فإمتى أصحى الصبح.
والقاك معاي لكل أيامي وتمسح لي.
دموع عيوني وتقول لي ياقلبي.
وياحبيبتي وياعيوني.
دعينا نودع أحزان الماضي.
وتسقيني هواك.
وأقولك يلا ياحبيبي من ثان وثان وثان.
فكيف قدرت وخليتني.
أنا العاشقه لك والمجنونة.
وأفكر فيك كل ساعات أيامي.
فى حب الرسول ؛ كتبت الشاعرة / سمية مسعود ( تونس 🇹🇳 )
إلى من يطيب المقام بذكره ،إلى حبيبي💝 أكتب :
أرفع الخلق بالحسن شأنا
ولبهاء نوره نفوسنا أحباب
نوره يسري في المهج ،وبذكره
فرج، وإن أوصدت الأبواب
نصلي عليه ،فيجمعنا هديه
ومافي أمّة الحبيب أغراب
تطيب الألسن بذكره
وبروضته تأمن الأسراب
إليه تهفو روحي شوقا
ولعزّ مجده تذلّ الألقاب
الصلاة عليه شفاعة، أو
ليس لدخول الجنّة أسباب
ألهج بحبّه جهرة وما
في جزاء قدوة سنّته أرتاب
صلوا عليه وأكثروا أبدا
فبرفعة ذكره معاريج السّماء ركاب
إلى من أشكو ضيق النّفس
وقلب المحب بالشوق له شباب
أحيى بحبّه ،وإن خانني السّوء ،
إلى أن يُحثى علي التراب .
* صلى الله عليك يا حبيبي رسول الله *
شجرة الجميز العتيقة والناى الحزين ؛ بقلم الكاتب والشاعر / على حزين ( مصر 🇪🇬 )
شجرة الجميز العتيقة والناى الحزين
سبعة أعوامٍ مضت .. وأخباره منقطعة عن القرية .. أُشيع بأنه قُتل .. بعض أقاربه لم يؤمن بموته .. والبعض الأخر قالوا بأنه فُقد مع من فُقد ......
لكنه اليوم عاد , وبالكاد يتذكر بعض أهله , وبعض أصدقائه القدامى , والنذر القليل من الأحداث التي مرت به ....... عاد وهو شبه فاقد للذاكرة .....
وكأن عقله حدث فيه خلل ما .. جعله لا يستطيع أن يتذكر أي شيء , عن حياته الماضية , اللهم إلا إذا ذكره من حوله , وعصف بذاكرته , وهز ذهنه , فيتذكر ... .......
سبعة أعوامٍ مضت , والناس في القرية ليس لهم حديث إلا عنه , ولا سيرة إلا سيرته .. وكيف كان الجميع يحبه , لحسن خلقه , وأدبه الجم , مع ابتسامته الجميلة التي لم تفارق محياه , على الدوام , وجهه البشوش , وطلعته البهيَّة .. وكيف كان لا يردُّ أحداً قصده .. ولم يتأخر مع أحدٍ في أي أمر يطلبه منه .. يرحم الصغير , ويوقّر الكبير , فهو راجل شهم , صاحب واجب , وصاحب صاحبه , وبرغم قلة ذات اليد إلا أنه لم يسأل الناس إلحافاً , ولا يرد سائلاً سأله مسألة .. أو قصده في أمر ما.. تراه في الأفراح,والأتراح , كأنه صاحب الفرح , والواجب , وتجده كتفاً في كتفٍ مع صاحب المصيبة , وفي الفرح فهو أهل فرح ........
وكيف كان حبه لـ " مريم " تلك الفتاة البيضاء اليافعة , ذات الثامنة عشر ربيعاً والتي ليس لها مثيل في القرية , في جمالها , وفي أدبها , وكيف رفض أهلها تزويجها له لأنه فقير , ولا يملك من حطام الدنيا شيء ,إلا بيت بناه بالطوب اللبن من طابق واحد صغير يشبه الكوخ , قاطن على مشارف القرية ........
وكيف كان يرفض أن يترك القرية , ويهاجر مع من هاجر إلى تلك البلاد البعيدة , برغم أنهم حاولوا إغرائه أكثر من مرة , وحاولوا أن يقنعوه أصدقائه , بالرحيل معهم , حيث المال هناك , والعمل الوفير في تلك البلاد , إلا انه كان يرفض رفضاً باتاً , وفضل أن يبقى في بيته , وبجوار حبيبته " مريم " التي أحبها من كل قلبه
كنت أراه كل يوم يجلس تحت الشجرة العتيقة, شجرة الجميزة العجوز التي تعسكر أمام داره , وبيده الناي الذي لا يفارقه , وتكعيبة العنب التي زرعها بيده , بجوار الدار , والتي كبرت ورعرعت , وتدلَّت أغصانها المثمرة على الطريق .. حتى صارت استراحة جميلة , لكل سائر على الطريق ..........
يجلس يعزف علي الناي الحزين , أعذب الألحان لحبيبة قلبه " مريم " برغم أنها تزوجت بغيره , إلا أنه ظل يحبها , ورفض أن يتزوج غيرها ...........
ينتظرها كل يوم عند الأصيل , وهي عائدة من الحقل , مع مواشيها , وبيدها العصا تهش بها على الماشية , .......
عاد بعد انقطاع أخباره .. وقد تغيرت ملامح وجهه الأسمر, وتغيرت هيئته تماماً , وتغيرت حالته , لحيته طالت , وشاربه تدلَّى لأسفل , شعره غزاه الشيب , وأخذت الحُفر الصغيرة , والتجاعيد تغزو وجهه , بسمته ذهبت , واختفت نضارة وجهه , وحل محلها تكشيرة عريضة , وعيناه التي كانت يشع منها البريق أنطفأ البريق , وصارت نظراته تملأها البلادة , والحيرة , وربما الخوف من شيءٍ ما .........
طرأت على تصرفاته أحوال غريبة , وعجيبة في نفس الوقت .. فمثلاً , يكون جالس في أمان الله , وفجأة , يصرخ , ويسد أذنيه , ويغلق عينيه , ويضع يديه فوق رأسه , أو حول رقبته , وهو يتفصد عرقاً , ويصرخ في فزعٍ شديد , وهو يصم أذنيه , وقد جلس القرفصاء , وربما قام فزعاً , وأسرع ليختبئ تحت السرير أو في ركن ما في الغرفة , وقد أطفأ الأنوار جميعها , وقد انتابته حالة هستيرية , مع الفزع الشديد , ورعب من شيءٍ ما , لا يراه إلا هو .........
مازلت أذكر تفاصيل ذلك اليوم البعيد , الذي كنا فيه صغاراً .. نلهو , ونلعب , ونستحم في الترعة التي تطل من بعيد على منازلنا الريفية الصغيرة , والتي تمر بجوار شجرة الجميز العجوز أمام دار " عويس " ..........
ما زلت أذكره , وهو جالس تحت الشجرة , وبيده الناي الحزين , قُبيل الغروب , حينها سمعنا أزيز الطيران , يمُر من فوق رؤوسنا الصغيرة , وصوت صفاراتِ الإنذار تدوي من أعلى "وآبور" النور القديم , لنختبئ في بيوتنا , وكان الناس في حالة فزع , وهلع , وهرج , ومرج , وخوفٍ شديد .. يومها رأيته وهو واقف ثابت مكانه كالجبل , لم يفزع , ولم يتزعزع , ثابت على الأرض في تحدي , وإصرار , يصرخ في الناس , بأن لا يخافوا , ولا يراعوا ... وأنا واقف بجواره , أقلده , وأستمد صلابتي منه , وهو يقول للناس : ..
ــ لا تخافوا .. لا تخافوا .. ُدوْل كلاب , جبناء ...
وما زلت أذكر أيضاً , يوم وقعت جاموسة حبيبته " مريم " وصراخها على من بنجدها , ويخرج لها جاموستها من البطَّال , تلك الجاموسة التي أحضرها لها أهل الخير , ضمن مشروع " اكفل أرملة , أو يتيم " فقد تدهور بها الحال , بعد موت زوجها , ورفضوا إخوتها أن يعطوها ميراثها من أبيها , ونصحها أهل الرأي بأن ترفع دعوة عليهم في المحكمة , لترد حقها بالقانون , وتأخذ ورثها من الأرض , التي تركها لهم أبيها , لكنها رفضت أن تخسر إخوتها من أجل حفنة تراب على حد زعمها , كما كانت تقول دائماً :
ــ فوَّضت ليك الأمر يا صاحب الأمر ...
وجلست في بيت زوجها الذي رحل عنها , لتربي أولادها الصغار اليتامى , ورفضت أن تتزوج من بعده , ودفنت حبها القديم في صدرها , برغم جمالها , وبرغم أن تقدم لها " عويس " حبيبها مرة أخرى بعد موت زوجها , فرفضت أن تبدّي نفسها على أولادها , برغم أنها تمتلك من الجمال والأنوثة الطاغية , ما لم تمتلكه كثيرات من نساء القرية , حتى أن أغلب شباب القرية كان يتمناها لنفسه , حتى العمدة نفسه عرض عليها الزواج أكثر من مرة ليضمها إلى طابور نساءه , فكثيراً ما حاول معها , مرة بالترغيب , ومرة باستخدام نفوذه , وسلطته , لكنه فشل معها , وكانت ترفض طلبهم , بكياسة , وأدب , معللة ذلك بأن معها يتامى وتريد أن تربيهم :
ــ أنا هــ مكث على الأيتام دول عشان أربيهم , وأعلمهم أحسن علام , وأنا لا بفكر , ولا أنفع للزواج تاني نهائي ..
لا أدري لماذا تحضرني , وبقوة كل تلك التفاصيل البعيدة , وينبعث من جديد في رأسي الآن, ذلك الماضي الجميل , ولا أدري لماذا يحضر جارنا العزيز الآن في ذهني بوضوح , ذلك الرجل الطيب , الشهم .. ربما لأنه عاد , فعادت معه الذكريات .. أو ربما لأنني بطبعي أحب أن أرجع إلى الماضي بذاكرتي , وأعيش دائما مع ذكرياتي .. لا أدري ........
صورته أمام عيني الآن .. هاهو يجري على الطريق الزراعي .. وكان الوقت ظهيرة , لنجدة حبيبته " مريم " التي وقعت جاموستها في البطَّال , وهي تصرخ وتطلب من ينجدها , وبالصدفة المحضة كان يمشي " عويس " على الطريق الزراعي .. ولما سمع صراخ حبيبته " مريم " جري ناحية الصوت , وبعض نفرٍ من أهل القرية معه , ونزل بهدمته البطال , أمسك بالحبل , وأعطاه للواقفين على اليابسة , ليشدوها معاً , وهو يرفعها لهم بين يديه , وأنا كنت مع من يشد الحبل
وبعدها بأيام قلائل , بدأت الحرب مع العدو , وذهب مع شباب القرية للتجنيد .. وانتهت الحرب , وألقت بأوزارها الثقيلة , وانتظر أقاربه عودته.. وكذلك حبيبته " مريم " .. وأهل القرية عاد أغلب من ذهب منهم معه , وظل أهل القرية في انتظار دائم , وطال الانتظار , ولم يعد جارنا العزيز , وانقطعت أخباره من حينها أقاربه سألوا عنه رفاقه , ومن كانوا ذهبوا معه للحرب وعادوا .. وسألوا عنه في كل مكان , حتى فقدوا الأمل في رجوعه ....
" قالوا بأنه استشهد في المعركة.. مثل كثيرٍ من أقرانه .. واعتبروه شهيد الواجب والوطن .. وأطلقوا عليه أسم البطل الشهيد .. ومنهم من قال : "بل وقع في الأسر وسيعود .. ومنهم من قال : بأنه لم يمت أصلاً ... وقالوا ... وقالوا .... " .. وصُنع منه أسطورة .. ونسجت حوله الأساطير ..
لكن اليوم عاد , وحدثت المعجزة .. وفرحت " مريم " لعودته .. وقلعت السواد الذي كانت ترتديه , ولأول مرة منذ توفى زوجها تلبس الملون , وأهله صنعوا له ليلة لله " فرح " ودُعي أهل القرية جميعاً .. وأجلسوه كما العريس وسطهم .. وراح أهل القرية كلهم يهنئونه على العودة بالسلامة .......
وأخذ يحكي لأقاربه .. ولكل من جاء يسأل عنه , ويزوره .. ويحدثهم عن كل ما رآه .. وما حدث معه .. وكيف أصيب في المعركة .. وبترت ساقه بشظية من صاروخ وقع بالقرب من تجمعهم .. وهو بين الفينة والفينة , يحمد الله على والنجاة .. وهو يقول لهم : كيف نجى من الموت المحقق بأعجوبة , بل بمعجزة إلاهية .. وكيف تصدت قواتنا المسلحة للعدو .. وكيف كان طيران العدو يقذف بحمم النار , على أي شيء متحرك أمامه , وكانت أصوات النيران , والمدافع , والقنابل , والإنفجارات تدوي في كل مكان .. وهو يردد دائماً , بافتخار ...
ــ حاربتهم لآخر طلقة في البندقية , حتى نفذت مني الذخيرة , والماء , والطعام الذي معنا , بعض الجنود من شدة القذف , تاهوا في الصحراء .. وكيف كان العدو يبحث عنهم كالمجنون بالطيارات .. وظلْتُ أنا وبعض الجنود متمترسين في أماكننا واستطعت أنا ومن معي من الجنود , تدمير رتل من دبابات العدو الغاشم , وحولناها إلى كومة من الفحم , والصفيح المحترق , وقطعنا إمدادات العدو , وفرحنا , وكبرنا , وفجأة , طيران العدو دكّ الموقع على من فيه .. ونحن نقاومهم بكل قوة , حاولنا الاتصال بمركز القيادة , لكن الإشارة كانت ضعيفة جداً , ومنقطعة
وهنا يتوقف عن الكلام .. ويدخل في شرود طويل .. وقد أخذته غصّة في حلقه .. ودموعه هملت غزيرة تنزل على وجنتيه ............
اقتربت منه , سلمت عليه .. ذكّرتهُ بنفسي .. عصف ذهنه .. وعصر ذاكرته , فتذكرني أخيراً .. ربّتُ على كتفه .. جلست بجواره .. تحت شجرة الجميز العتيقة هش وبش في وجهي .. تجاذبنا أطراف الحديث .. وفي خضم الكلام معي , لم ينسى حديثه عن الحرب .. وراح يقص لي بعض ما حدث معه ....
سألته : عن سر تغيبه ..؟!.. وانقطاع أخباره عن القرية , كل هذه السنين ..؟!.. وأين كان ..؟!.. ولما لم يعد مع من عادوا ..؟!.. فاعتدل في جلسته .. وقد وضع الناي في حجره .. وأخذ نفساً عميقاً .. وراح يحكي لي ما كان .. وما حدث معه .. وكيف كانوا يضطرون بأن يناموا وسط جثث الجنود الذين قتلوا في المعركة .. عندما كان جنود العدو يبحثون بين الجثث على من نجا , ليُصَفُّوه , وفجأة , صمت .. وأخذ نفساً أخر أعمق من الأول , ونظر إلى الأرض , وراح ينكت بعود كان في يده , برهة , وكأنه يتذكر شيءً ما قد نساهُ .. ثم واصل حديثه قائلا : ..
ــ اقتحم العدو المعسكر الذي كنا مرابطين فيه .. واضطررنا لترك مواقعنا .. وظللنا نسير في الصحراء على غير هدى .. أياماً وليالي , بلا ماء , ولا طعام , حتى أخذنا نتساقط , واحداً تلو الآخر , من شدة الجوع , والعطش , والإعياء , ولم أدرِ إلا وأنا في إحدى الخيام , وسط مجموعة من بدو الصحراء ,وقد ألبسوني ثيابهم .. فلما أفقت , واسترددت بعضاً من صحتي .. سألت :
ــ أين أنا ..؟! .. وأين أصدقائي من العساكر ..؟!....
فأخبروني بما كان .. وكيف عثروا علي .. وأنا فاقد الوعي , وفي الرمق الأخير .. فانتزعوني من براثن الموت , والهلاك الذي كاد أن يفتك بي , كما فعل بأصدقائي وكيف أخذوني , وأخفوني عن أعين العدو .. وظلت عندهم , كواحدٍ منهم , حتى برئت , وشفيت تماماً .. وحتى تمكنوا من إيصالي إلي أقرب نقطة عسكرية .. وتم تسليمي لهم ... و .......
وظل يحكي لي .. وهو يرسل بصره تارةً إلي السماء , وتارةً أخرى , نحو الطريق الزراعي , بمحاذاة الترعة ....
وكأنه يتذكر أمراً ما .. أو ينتظر أمراً ما .. وربما كان يتطلع إلى مقدم حبيبته .. "مريم" حين تكون في طريقها إلى المربط الذي تربط فيه جاموستها .....
وظل يحكي لي حيناً .. ويسكت أخرى .. وظلت أستمع إليه باهتمام .. وترقب .. وأنا أنظر لساقه المبتورة .. والتي عوضوه بها ساقاً صناعية .. أسندها إلي ساق شجرة الجميز العتيقة .. بجوار الناي المصنوع من الغاب ......
وصوت المذياع ينبعث من داخل كوخه الصغير ... يعلن عن غارة جوية جديدة ... وتصدي قواتنا المسلحة , الباسلة لها .. وتكبد العدو الغاشم ... خسائر فادحة في الأرواح والمعدات ..............
تعال ؛ بقلم خميلة الحب الشاعرة المبدعة / خديجة حمدو ( سوريا 🇸🇾 )
تعال....
حدثتك في عطش الحقول
عانقتك عناق المقتول
كانت يداي ترتجفان
كانت عيناي سارحتان
وخدك كان خارطة حروب
وعيناك وطن لا أستطيع منه الهروب
على نبيذ العشق تقاسمنا رشفة الثمول
تعال إلى كأسي المنتظر ميلاد الفصول
تعال إلى غاشية الليل كالظل المجهول
تعال بخفين سحريين إلى قارتي
وانتمي إلى وطن عيناي
دعنا نهرب من أساطير الحروب
ونبني قلاع وأحصنة
ونخفي اضواء الأزمنة
تعال نستظل بسنديان اللهفة
ونتفيأ بأغمار النظرة
عندي لك بعض الحكايا
وألف ليلة من زينة المرايا
ونبض اتخذ دروبك هدايا
تعال إلى عالمي وهات عالمك
فالعالم من حولنا بات قاتل او مق
بلال صبري يعلن موعد عرض "أوراق التاروت" في يناير المقبل بمشاركة رانيا يوسف وسمية الخشاب ومي سليم
أكد المنتج بلال صبري أن فيلمه المنتظر "أوراق التاروت" سيُعرض في 10 يناير المقبل، مُشيدًا بأداء طاقم العمل المميز الذي يضم كوكبة ...
-
كتبت: مروة حسن تستعد منظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في بدأ وتنظيم المؤتمر الـ 56 للتنمية الإقتصادية، وذلك بمشاركة عدد كبير من الدول ال...
-
كتبت : مروة حسن بدأت شركة التوماس للإستثمار العقاري للمهندس جمال زغلول رئيس مجلس إدارة الشركة في منح فرص إستثمارية مميزة بداخل مدينة طربول...
-
مدَّ لي يدك لأخيط للصباح نجما"بقياس سمائك ودعني أسبح بضياء اللهفة لأتنفس عطرك الموشوم في مرآة ذاتي أنا لاأجيد الكتابة ، أخرج من داخلي...