مثلما الريحُ بوادٍ خَليْ
والوجهُ منها قد بدا
بألقٌِ الصبحِ النَّديْ
وعيونٌ مخضلةٌ حوراء
أوحت إلي بشيءٍ خفيْ
يتقطرُ منهُ النأيُ والجفا
ثنتهُ بقعةٌ حمراءَ جَليْ
وفمٌ غارَ فيهِ الصمتُ
وجبينٌ جافٍ لم يعد يشي
يتصببُ بعرقٍ مُخضَرٍّ
بالأسى مورقٍ بادٍ حَري
وشفاهٌ تسطعُ بالدمِ
كشفقِ غروبٍ لعلعي
تعزفُ ألحانَ الهوى
كأنغامِ نايٍ شجي
أنا لم أجافيها وهواها
مازالَ في القلبِ طري
بأيِّ ذنبٍ أخذتني ياترى
أَمِنْ لساني أو يدي
يا فؤادي هل تجبني
هل هناكَ شيءٌ ليسَ سوي
هل أنا في هواها سعيدٌ
لستُ أدري أم شقي
فأنا لها في العشقِ وربي
كما الصوفي للشيخِِ التقي
وقلبي كما حبابِ الماءِ
يومَ حَرٍّ للظمآنِ الصدي
عد إلي ياحبيب العمر
لا تغيبي عن مداري الأزلي
فأنا ليلٌ مكفهرٌ حالكٌ
وأنتِ قمري الأبدي
وسمائي كيفَ تحلو
إن نَضَتْ عنها الحُلِي
أنتِ لي مثلما العينُ
وكم تعز العينُ على العُمي
ح/م