بقلم مروة جالي حسن
صاحبة طلة جميلة وموهبة متفردة إلى جانب إنها انسانة راقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، تتمتع بأداء تمثيلي متنوع كونها متمكنة من أدواتها،لديها قبول من طرف المتلقي بسبب تمثيلها التلقائي والمتجدد والمتميز.
وإستطاعت حنان مطاوع الممثلة النجمة، المثقفة، الـ"بيور "، الساحرة بتمثيلها والمسحورة بفنها الذي تشبعت منه حتى وصلت لمرتبة الكبار وعرفت كيف تتلون في أدوارها وتصعد إلى قمة النجومية بنضج واضح فصارت واحدة من أهم ممثلات الوطن العربي، لإنه إعتاد الجماهير منها علي الأداء الهادئ دون مبالغة
أن تنتزع الإعجاب وتتربع على قلوب الجماهير لإبداعها بالتمثيل وتقديمها فناً قيما فأستحقت المكانة التي وصلت إليها.
لايختلف إثنان على الإعجاب بفن حنان مطاوع وبالتالي على رقة تعابيرها وروحها الجميلة بالإضافة إلى تميزها بتقديم أدوار مركبة بأسلوب السهل الممتنع، دائماً هي عند حسن ظن محبيها تعرف متى وماذا تقدم فن هادف وممتع، ومن هنا تحولت إلى نجمة ممثلة بكل المقاييس وكأنها قادمة لتو من زمن العباقرة والفن الأصيل، اللذين حفروا إسمهم بحروف من ذهب .
و خلال السنوات الأخيرة قدمت حنان أعمالاً مهمة للغاية حيث جسدت شخصيات متنوعة فعرفت كيف تحافظ على مستواها الدرامي بعيداً عن البروزة وإستعراض الموضة، ورغم إنها تسير عكس تيار الكثيرات إلا إنها ظلت محتفظة بقيمتها كممثلة حقيقية لا تلحق بالتريند ولابالسكوبات ومن هنا أصبحت محافظة على مشروعها الفني القيم وسط التيارات المضادة القائمة على الإفتعال، بمشوارها الفني بتقديم أدواراً تحترم عقلية المشاهد كيف لا وهي إبنة النجمين القديرين كرم مطاوع وسهير المرشدي، ما يعني أن إنتمائها لأسرة فنية عريقة أورثها الجينات التمثيلية المبهرة وظهرت تلك العلامات عليها منذ نعومة أظافرها.
حيث أثارت حنان مطاوع ضجة كبيرة في السوشيال ميديا عقب عرض مسلسلي "سره الباتع"و" وعود سخية" حيث قدمت شخصيتين متناقضتين للغاية، ففي العمل الأول الذي أخرجه خالد يوسف جسدت دور فلاحة مصرية مناضلة مخلصة لحبيبها "الذي لعب دوره أحمد السعدني" وعاشقة لتراب وطنها مصر ومن هنا كان نضالها ضد الحملة الفرنسية، وفي المسلسل الثاني وهو من إخراج أحمد حسن.
وحصدت حنان إشادات كثيرة من النقاد والجمهور على السواء حيث برعت بتبيان حالة الظلم والقهر الذي تعاني منه الفتاة الفقيرة التي حولها الإضطهاد لشخصية إنتقامية.
والعملان يعدان نقطة تحول في حياة حنان مطاوع التي عرفت كيف تتلون في أدوارها وتصعد إلى قمة النجومية بنضج واضح فصارت واحدة من أهم ممثلات الوطن العربي، لإنه إعتاد الجماهير منها علي الأداء الهادئ دون مبالغة في الإنفعالات أو طريقة التعبير وشكل الشخصية، حيث حافظت دائماً على معايير الدراما التلفزيونية المحافظة، وإبتعدت عن الشكل أو الملابس أو التمثيل المفتعل وأتجهت إلى ما يطلق عليه "الفن الأخلاقي"، ورغم وجود معارضين لهذا الإتجاه الفني فإن" حنان" حافظت على إختيارها ورسخت وجودها كفنانة لها طريقها الخاص ومشروعها الفني في وسط تيارات مضادة قائمة على الإفتعال.
خصوصاً أن تاريخها الفني كله علامات بارزة وتحسب لها وللفن الراقي من دور عائشة في " أوعى وشك" إلى أعمال أخرى مثل " حديث الصباح والمساء"، "أميرة من عابدين"،"أولاد الشوارع"،"أزمة سكر"،" سارة"،"دهشة"،"لمس الأكتاف"،"ونوس"،" إلا أنا " وغيرها من الأعمال التي حققت المعادلة الصعبة بين النجاح الجماهيري والإشادة النقدية.
أما سينمائياً فهي حاضرة ولو بأعمال قليلة لكنها مشرفة كفيلم " الغابة" الذي يعد من الأفلام السينمائية المتميزة، إلى جانب أدوارها في " قص ولزق"،"حفلة منتصف الليل"،" صياد اليمام" وغيرها.
ويرجع هذا النجاح لحنان مطاوع لإنها نجمة ممثلةمن طراز خاص أصبحت أسطورة وقنبلة فنية فاذة وإنسانة صافية من داخلهاوخارجها، قلّ مثيلها بزمن فنانات البلاستيك والبروزة ومن أستحقت درجة ممتازة مع مرتبة الشرف عن جدارة.