بقلم/حسام المسيرى
رحلتي مع نُظُمِ الشِّعرِ عَذاب
لكن قافيتي مع سَردِ النثرِ نِساب
كم عانيتُ وعانيتُ في تدوين أَولِ كتاب
كان بعنوان
قلم الحياة
ومازالت رحلتي
تستَمرُّ مَعَ ديواني الثاني بعنوان
أَلم وعِتاب
كلَّما اشتدَّ حنيني اشتدَّ أَنيني نَثَرَ قلمي
والتَّعبيرُ أَكثرُ ساب
عُبابُ آلامِ الماضي والأَحزانِ جاب
حَمَلَها على مَتنِ الذّكريات فأَرماها عليَّ يَنهَلُّ دمعي بدِفقٍ وإسكاب
ماذا بالإِمكان
أَفعلُ
سوى أَن
أَرفُقَ نفسي الميتَة بجسدي الهَزيلِ والحِداب
مُنهَكُ حَيلَ الرِّكاب
أََجلسُ على الأَطلال
أُخَفِّفُ عَنّي ثِقلَ الأَعباء
أَسرَحُ مع الخَيال
والآمال جِداب
لا رجاءَ ولا مَنال
والفِكرُ يؤرجحُهُ الشَّتات
وأَنا أَغرَقُ وأَغرَقُ تحت رُكامِ الآلام والأَحزان
حِبرُ قلمي لا يَجُفُّ
ووصالُ الحَبيبِ جَفاف
لا إِتصال ولا أَنباء
ولا أَستطيعُ إليهِ الذَّهاب
كم كُنتُ أَراهُ في حُلمي روحي بروحِهِ تلتقي بلهفٍ ولِهاب
نَتبادلُ السَّلامَ والعِتاب
لكن فجأةً توارى عنّي
أَصابني شُعورُ الإرتياب
يا تُرى ما هي الأَسباب
لما أَطالَ كُلَّ هذا الغياب
أَفلا يكون الوفاءُ قد مات
أَو هناكَ لي منهُ جواب
يَحتويهُ جميلُ الكَلام من الحَنينِ والأَشواق
يُعلمني مَوعدَ لقاءِ الزَّمان والمَكان
تَرَكَهُ مَرمياً خَلفَ الباب
وا أَسفاه
قيلَ لي بعدَ أَن فاتَ الأَوان
قَرَأًهُ حاسِدٌ نَمّام
حَرَقَهُ وبُخارُهُ عانَقَ السَّماء
فأَصبحَ سَحابةَ ضباب
من ذا الذي يَكُن غاوي اليَباب
أَينً الرَّحمةُ أَين الوِجدان أَين المَهاب
أَفلا يَهابُ عِقابَ الحِساب
أَفلا يَهابُ عليه الإِنقلاب
أَفلا كفّى عن النَّميمَةِ وتاب
كيف يَهونُ على ضَميرِهِ تَفريقُ الأحباب
ويلاه ويلاه له ثم ويلاه
لا بُدَّ يوماً مِن الأَيام
أَن يَتلقَّى أَقسى
مما تلقَّيتُهُ مِن مُرِ أَلمِ العَذاب
(ألم وعتاب)