بعد سنين الصمت
تغتصبني في غفوتي
أنحاز للحروف التي تشبهك
للنقاط المبعثرة على جسدك
سأكتبك قبل أن أتسلَّل إليك... وأُصبح لُغتك
لن أتنكر في ثياب الكلمات
تعوّدت أن أجمعك كلامًا على ورق
سأطوّقكَ بالحروف لأستعيدك بها
فأخترع لأجلك كلمات لم تُكتب من قبل لرجل...
سأكتبك دون توقّف إلاّ لسرقة النوم
سأَعْبُرُكَ بقلمي وأوزِّع حروفي على مساحتك
أرشّها عرقاً من جسدي...
دموع الجسد
لا بُدَّ أن أكتبك لأخرج من جنونك
ومن مطبّاتك التي وضعت قدميّ عليها
أجمع أيامي معك بالقلم
فلا أقاوم الأوراق التي شَهَرَتْ في وجهي بياضها
فأفُضُّ بكارتها لأكتبك عليها
أكتب بأنوثتي حدود رجولتك
أكتب مِلءَ يَدي ...مِلءَ أصابعي
بذاكرتي ونِسياني
بحروفٍ تأخذ لونَ عمري
مِمن سيأخذ طيفك من جسدي
أُعاودُ قراءة كتاباتي
التي لم تعد أوراقي تكفيها
ربع قرنٍ من الصفحات الفارغة أنفقتها في انتظارِك
كُنت كإسفنجةٍ تمتلئ من مائي
سأكتبك لأستعيد ما أضعته منك خلسة
أشُمُّ بين السطور رائحة تبغك
أُطارد دخان كلماتك الذي يحرقني منذ سنوات
فهل الورق مطفأة الذكريات !
لا بُدَّ أن أعثر على كلماتٍ بها أكتبك
كلماتي عارية ...ورعشة الخوف تشُلُّ يدي
فجأة...
تُمطر الذاكرة بخربشات مُسودَّة من خواطر على ورق النسيان
فتُفجِّر مناجمَ الكلام
أتعرف!
سأجعلُك رجلاً من ورق
تُحِبُّ وتكره على ورق
تَهجُرْ وتعود بجرَّةِ قلم
تتلاعب بالكلمات وتتفرَّج على وقْعِها
فالكتابة عندك قلمٌ في سِنِّ اليأس
وَرَقةٌ بِكْرٌ يرويها حبرُ كلامك
فتقتل ماضيها بِجَرَّة قلم
أخيراً....
قرَّرت ألّا أُنقِّب في ذاكرتك
لم أتهيأ بعدُ لسلاحِ كلماتك
تكسو لغتي رجولةً وأحلامًا
دونَ أن تَقرَبَني...دون أن تقرأني
ليسَ عليك...
كَتَبَتكَ الصُدفة وأكْمَلتكَ يدُ الأقدار
يا صوتًا شلاّلُه كلماتٍ تساقطت على أوراقي
لن أكتُب ما أسكنه بل ما يسكنني
تبعثرت لغتي أمام لغتك
فعوضْتُك بألف ألف قصيدةٍ ولم أرتوِ
لا تبحث كثيرًا ...لا شيءَ تحت الكلمات
أَصُبُّ لغتي على ورقي الذي لن يُخلَّد
فأنت شاعرٌ احْتَرَفَ الاغتصابَ اللُغوي
أنت من يقتل الكلمات
ها هي كلماتي تستيقِظُ صباحًا عارية
ها هي خربشاتي تتثاءبُ على الأوراق الخالية
لآخر مرة سأنتهي من كتابتك
بعد أن حوَّلتك إلى قصيدةٍ بين يدي
إلى قصيدة رجل
يا أنت...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق