في غمضة
قبضت صدري بكل ما فيه
بقلبه بأضلاعه
بكل شجنٍ بات يرويه
بكل جوارحه
بكل خلجاته
بكل مدن الغربة
وعواصم الشوق
التي تعتليه
على يدي الثكلى
منذ أن أصبحت
دون يديه
أريد أن ألملم كل مافيها
من لمس دافء
من بقايا حنان
من قيم ووقار
من وصايا
من حكايا من
لا أريد لأي ٍّمنها
أن تذهب أدراج الأيام
نعم أريد أن أشتم
راتحته التي بعثرها
في كفي
حين أمسكها للتوي الأن
كما فعل منذ
استلمتني ذراعي الحياة..
لا أريد أن أفقد بصماته
التي رماها في يدي
حين أفلتها فجأة
وسافر مع سحابة الخيال
كما جاء معها
ولكني ...
لا أريد أن أصرف
إرثه الذي تركه
في يدي حينها هباء
أو في لحظة مارقة
أريد أن أنتمي إلى هذه اللحظة
ما حييت
أمسكتُ يدي بيدي الأخرى
وسقتها حيث احتفظت به أبدا
حيث ركنته نبضة
تهبني الحياة
حتى ألمتني هذه العظام التي تسجن داخل جدرانها
مشاعرا بحجم العالم
في لحمة بحجم القبضة
صرختُ لا لا تذهب
وأسدلتُ حاسة الشم
ما استطعت
أريد أن أشهق عرقه الطاهر
كي أبقى على الأمان
إنه الصبح الذي ايقظه
صراخي
أخبرني .. أنه مات منذ زمن
وأنه اشتاقني لذلك
امتطى الحلم في عيني
وتوسد ليلي
بصعوبة أخرجت كفي
العالقة في مقبض صدري
مكورة كانت على شعرة بيضاء
هل حقا مر راحلي
من هنا .. ?!
احتفظت بها في
صندوقي أوجاعي
الغالية
أرجوك أبتي
إغلب موتك جسدا
وعاند الرحيل
روحك منتصرة عليه
فهات الجسد معها
أريد أن ألتقيك
ولو في ساحة الحلم
ولو في غمضة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق