نحتاجُ..
إلى الكثيرِ من الحبِّ..
لنسدَّ رمقَ هذا الوحشِ الذي..
يتربصُ بنا منذُ دهرْ...
فاغراً فاهاً عظيماً..
يبتلعُ أحلامَ الأطفالِ والنساءِ
يهرسُ،
بأضراسِ الزمنِ،
كلَّ الأمنياتِ،
ألفُ عامٍ..
ونحنُ نجلدُ بسياطٍ "مقدسة"..
كما تُجلدُ الخيولُ على مؤخرتها..
في سِباق الدهشةِ...
والجَريَ وراءِ الله..
المختبىءِ منا..
وَرَاء الجثث المتفسخةِ..
في مقابرِ الأوّلين من قطاعِ الطرقِ..
والموبوئينَ بالجذامِ،
ألفُ عامٍ..
والسماءُ ملَبَدةٌ..
بسحابةٍ سوداءَ..
فلا الأرضُ طَفَلتْ بنورِ الشمسِ..
ولا الدمعةُ سقطتْ..
من محاجرِ الأيتامِ،
هكذا تتوالى السنونُ علينا..
جيلاً بعد جيل..
ترقصُ على جراحنا..
تبتسمُ ساخرةً..
منْ وجوهنا التي اقتصَّ منها الجلادُ ...!
تسبيحةً..
تسبيحة.
حسين السياب
محبتي لكم ودمتم مميزين
ردحذف