الثلاثاء، 26 يناير 2021

ترنيمات لطائرى المهاجر ؛ بقلم الشاعر القدير / أدريس سراج ( المغرب 🇲🇦 )


 ترنيمات لطائري المهاجر

شجرة الكلام

معقل الريش

كبر الطير و لم يعد قادرا على البكاء .

كبرت عيناه و استقر بهما  الحزن

يحوم حول أعشاشه القديمة

و ينثر ريشه العزيز

على سواد القبور .

على أنثاه الغائبة .

أقمت له في عيني نافذة

و أعددت الأكفان لمصرعه المحتمل

مرت أولى الفصول

مر آخر النشيد .

و كنت على مشارف البهاء

لما استكان بالوريد عطش غريب

سفر جديد .

بالباب فاتنات

يرقصن لرحيلي

يشيعنني

لكابوس ينتظرني في أول الطريق

في أول الحزن .

يخرج الطير الى أوقاتي

يمدني بصبر الأثقياء

و يهمس في حزني

سور الرحيل .

أنا هنا أو هناك

حصاري واحد

و المياه شاهدة على خصوبة الفكرة

ثم ها أنا

قد أتيت ظلا لجناحه المرتعش

و كان صوتي يتبعني

عجوزا يلهث .

أباركه في سري و أقاوم شهوتي للبكتء .

أنثاي العذاب

كيف السبيل الى مقام اللذة ؟

و أنا الدهشة لا أنتهي

أنا السؤال .

أيتها السماء الخفيضة

هبيني حزنك البديع .

كي أسيج حلمي بغمام بسيط

وأصرف عيني عن ملابسات المساء .

أصوات رفيعة تحاصر كفي

فأوزع صمتي على كل النوافذ التي

سخرتني لأحلامها الملتهبة

و هذا الطائر يعود الى عيني

يعبث بكل الصور التي

أحميها من دعابات النسيان .

 أيها الطائر

من تكون تلك المرأة التي تصيح بي

تبكي هجرتي و ترحل ؟

انظروا جيدا

ليكن هذا الرخام شاهدا على عذابها .

تحمل المدينة لمدادها القاتم

و ترسم أرصفة لكل المستضعفين

و لكل من خاب ظنه في العشب .

مزقت صوري و أعدت تركيبها

سقطت عيوني من كل الصور

و علا اللغط .

طائري من شباكه الصغير

ينذب هوائي

و أنا الذي

وعدت عينيه بكل الشموس و الأغاني .

أنثاي الغمام

لم أنت بديعة هذه الليلة ؟

هل نشوة ؟

أم وردة على نعشي المحتمل ؟

ثم من بعض القول الذي غنوا :

هل صادفك هذا الحلم العنيد ؟

هل لك هذا الطائرالوحيد ؟

لأكن أشد من الكلام

لأكن السراب الذي

يدثرني

من كل الرغبات المميتة .

خفف من نورك أيها الورد

فالليل دعابة ماكرة .

يدخل الطير الى حفلي الغريب

انه المستبد السعيد .

أخاتله

و أروض المكان على الغناء .

ثم ان المدينة

لن تحرم كل هؤلاء اليتامى

من البكاء العميم .

ثمة ثقب في آخر الحلم

أسحب منه العشب و أ،تهي .

خذ أوراقك أيها الطائر

و ضعني في مفترق الجرح

يدلني أ{قي على واحات جديدة

من الرقص و الكلام .

هذا مهرك  يتها العزلة

سقف واطئ

جلد خنزيرة ثكلى

رمح

خنجر

وسيف بلا غمد

لجد مهزوم

باحدى حروب الأندلس 

ثم أوراق ارث

أنا الذي أهدرته .

أعلو كالريح

و أصيح كالمدى

ثم أرقص منتهاي القديم

فلربما أكون الطير الشريد .

اذن كيف ينتهي هذا النشيد ؟


                                              

                                  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بلال صبري يعلن موعد عرض "أوراق التاروت" في يناير المقبل بمشاركة رانيا يوسف وسمية الخشاب ومي سليم

  أكد المنتج بلال صبري أن فيلمه المنتظر "أوراق التاروت" سيُعرض في 10 يناير المقبل، مُشيدًا بأداء طاقم العمل المميز الذي يضم كوكبة ...