دروب العودة
نقيع الذكرى وان طاله هجر الزمن يؤوب
وإسراء العودة ،... يخامره عطر القلوب
تترنّح لحظات الفرقة صمتا، وقد شحذ
نصْلُ الدّهر تقاسيم الوجه الشّحوب
نفوس صوادي ترنو إلى هدير الأمل
وقد طال العنان ناطحا سماء الغروب
أيّام طفحت بصقيع الجفاء قسرا، وقد
تفرّق شمل الجمع، وإن وحّدته الكروب
تسلّم تلك النّفس على مرابض الماضي
السّعيد .و الخدّ جرَفه الدّمع المسكوب
يوحّد الشوق أنفاسنا وتجمعنا الآهات
وكم أمتعنا يوما لَهْو صبانا اللّعوب
تنفرد نواقيس الذكريات بزوايا الحنين
وتدعونا رفقا بالفؤاد كبلسم للنّدوب
تتقاطع الطرق وان احتدّت مشاربها
أفما لأمس المرء من دافع للهروب !
تختار الرّوح سكينة السّلام ، فتندب ..
حظّا تعثّر به وقتئذ طيف المحبوب
يرجو مجدا يلفّ به ما يؤرخ ضياءَ
ماضٍ بريءٍ وإشراق حاضر موهوب
لله ما أسعد ذات ! لحقها طلّ فنبت
غرسها يقينا بين مفترق الدروب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق