.... قد غامَت الرؤيا ....
وأنا المهاجرُ في المَواني الغافِلة
جَلَدي الحَقيبَةُ، والمشاعرُ ذابِلة
حرفي أصيلُ غَرابَتي في غابةٍ
وأنا الغروبُ لها الظُنونُ الهائلة
فِكري صَليلُ الحقِ أعمقُ أن يُرى
وَرُؤوسُهم في كلِّ صوبٍ مائلة
فَسَبيلُنا نحو الخَلاصِ مَوَدَّةٌ
وَحُروبُنا الخرقاءُ دوماً حائلة
حَطَّت أصابِعَها النَوائبُ .. وَثَّقَتْ
في كلِّ أحلامي مَواطِنُ آيِلة
واستيقَظَ الغدرُ اللئيمُ لَهيبُهُ
في ثورةِ الأحرار ِ دربٌ قاتِلة
في البيتِ قد نَخَرَ التَسَوُّسُ عَطفَهم
تِلكَ المَجازِرُ للنَواظِرِ ماثِلة
تنمو المَواجعُ في جُفون إرادَتي
وَبِها عُيوني نظرَةٌ مُتَسائِلة ..
والأهلُ والقومُ النِيامُ تَغافَلوا
فَتْكَ الغَريبِ بِها العُيونُ العاقِلة
وتَآمَروا، وتَصارَعوا، وتَسابَقوا ..
بِرُكوعِهم .. أُمَمٌ لَهم مُتَجاهِلة
وتَناثَرَ الأثَرُ الحَزينُ عَجيبُهُ
تصبو إليه العائِداتُ .. مُحاوِلَة ..
تَرميمَ أطلالٍ تُواظِبُ صبرَها
مِن فَكِّ أفعى تُستَباحُ القافِلة
إذ في الخَلايا سُمُّها مُتَغَلغِلٌ
قد غامَت الرُؤيا .. بَصائرُ آفِلَة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق