...صورة من مآسي الحرب ...
هي وأبنها التسع سنوات من تبقّى من اسرتها، في ببتهم العتيق
ليلاً ذهبت للمطبخ الصغير ، لتعد لهم ما تيسر من بقايا طعام ،
دوى دوي أنفجار رهيب ومرعب بجوارهم هزالمكان انقطع تيار الكهرباء
ملء الدخان البيت الصغير تناثرت كل موجوداته ، خيم الوهل والذعر
والسكون أنقطعت الأنفاس من صعق الأنفجار لبرهة بعد وهلة تنهد
الولد بأنفاس عميقة ومرتعبة مرهقة مناجياً ، أماه ،أماه ،أماه،
أماه : آين أنت ما هذا الدوي ، أماه أين طعامك، فلا من مجيب،
أماه : كيف ننام وهذا الصخب والهدير خلخلني ويدور في رأسي ،
أماه : أين أنتِ ، ما هذا هل هذا هوعالم ألأرهاب ،من قتل أبي،
أماه : قد أشعر بسعير في داخلي يسعرني ، تعالي وانظريني،
أماه : أعيديني إلى رحمك ليس أمان في هذا المكان،لم أعد التحمّل
أماه ، لم نعد نرى سوى قتلى ودماء تسيل وبيوت مهدمة ،أين المفر
أماه : تعالي وضميني أين غابت ذراعيكِ عني كغير عادتك لعلني أراكِ ،
أماه : البيت بات مظلماً وغبتي وأين غاب لحن تمتماتك الملائكية
والحنونة حين كنت تهونين عليّ حين كل وجعي وبكائي ،
أماه :لماذا صمتي ولن تردي عليّ ، أرجوك ردي يا أماه ،
أماه : لا تتركيني وحيداً فما زلت صغيراً، فهل سأفتقد حضنك ،
أماه : هل سيلحقونك بأبي وبقية الأمهات ،لأصبح يتيماًمشرداً،
أماه : لماذا لن تجيبيني ، فقد زاد الهدير والضجيج ،
أماه: ألحقي بي لقدازداد حُرّ السعير بأحشائي ويحرقني
أماه ، : هل سينقطع الوصال بيننا كقطع الحبل الصري ،
أماه ،: آه يا أماه أرجوك لا تتركيني خذيني معك حيث ما تذهبين ،
أماه ، أماه ماه ما هذا الدوي الأكبر اسقني قطرة ماء أسرعي
أسرعي يا أمااااااااااااااااااااااااه ، أنقطع الأتصال ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق