قلق الموت و جذور معاناة المراة في المجتمع العربي
من بدايات الوعي البشري عندما عرف الانسان ان الموت فناء وبدافع من غريزة حب البقاء لم يتقبل الانسان انه فان وانه يصير للعدم سعى كثيرا للخلود لخلود الذات الفرد وملحمة جلجامش قبل 6الاف عام تخبرنا ان الامير سعى للخلود فطاف البلاد.منطلقا من بلاد الرافدين يفتش عن عشبة الخلود حتى وجدها وقفل عائدا الى بلاده وعلى الطريق نزل ليستحم.في عين ماء ووضع العشبة الى جانب العين فجاءت افعى واكلت العشبة فلما اكتشف ذلك ادرك انه يستحيل عليه الخلود
بعد ان عرف الانسان ان الموت فناء عرف الحب وسيلة للخلود عبر النسل فكان ذلك تعزية له بدل الخلود كفرد صار الخلود في استمرار النسل اي استمرار النوع فكان الموت والحب وجهان لعملة واحدة هي الحياة .
رغم ذلك بقي الانسان يخشى الموت فكيف بالانسان العربي الذي عاش في الصحراء اشد البيئات عدائية للانسان فيها الموت ماثل له في كل لحظة مما احدث لساكنها قلقا دائما وتفكيرا بالموت هذا القلق طبع الفكر العربي والثقافة العربية بطابع القلق والتفكير الدائم بالموت فكان كل تفكير هذا الانسان كيف يتخلص من القلق فكان الايمان الذي احدث للانسان الاطمئنان .
نعود للانسان القلق وسعيه للخلود فكلما زاد تفكير الانسان بالموت زاد تفكيره بالخلود الخلود المتاح له هو عبر الحب الجنس وبالتالي النسل الذي يؤمن الاستمرارية هذا الحب يلزمه الشريك ومن هنا تبدا جذور معاناة المراة في مجتمعنا الام واثقة من امومتهالابنائها ثقة لا ريب فيها ولكن الاب لا يثق بابوته لابنائه ليطمئن الى خلوده فكان عليه ليضمن نسله ان يستاثر بها يمنعها من الاتصال بغيره فكانت مؤسسة الاسرة مفصلة على قياس الرجل هو ربهاوهي امته وحرثه ومتاعه فكانت القوانين الاجتماعية موضوعة خدمة لمصلحته ورغبته وسمح لنفسه بالمقابل لتعويض النقص بثقته بالابوة ان يتزوج باكثر من امراة الخليفة العباسي تزوج من اكثر من 3500 امراة وجاء الاسلام ليقننها ب 4 زوجات في نفس الوقت ومطلق الصلاحيات داخل المؤسسة الاسرية والمفترض ان تكون فيها شريكة فكانت مؤسسة غير متكافئة الشراكة ومن اسباب معاناتها الوضع الاجتماعي السائد.من الموروث ،والوضع والنظام الاقتصادي الذي كان سائدا ولا يمكن ان يستوي وضع المراة الا بتحررها الاقتصادي بشكل رئيسي من دونه ستبقى تابعة تعاني التعسف بكل معنى الكلمة تحررها الاقتصادي ووعيهاوتحررها من الموروث والعلاقات الاجتماعية المتخلفةالتي تحكمت بها الاف السنين ستكون هذه كلها السبيل للوصول لمؤسسة زوجية متكافئة
موضوع للنقاش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق