كفاني تمرّدا
أتمرَّدُ كالمهرةِ الجموحِ على هواك
وأخبرُ النجومَ الحانيات
أني قد أسدلتُ ستائري
وأقمتُ الأسوارَ في ليلتي .
عيناي تحضنُ دموعي
تبتغي وصلكَ وليسَ جفاك .
ينبلجُ الصبحُ على شرفتي
وبناتُ الشمسِ تغازلني
كي أحرقَ الأحراشَ من حولي
وأسبر مدينةَ الشوقِ إليك
أتناسى عصفَ تمرّدي
كأني ماأحرقتُ الحنّاء
في جنونِ أفكاري .
احترتُ من صنيعةِ أوتارهِ
تارّة يسافرُ بي لمدياتِ الخلجان
يرسمني بأصابع الأشواق المشتهاة
يقولُ لي :
أنتِ أميرتي والنساء من بعدكِ عِجاف
العينُ ضريرةٌ عن سواك
وتارّة يخطفني على موجِ الأحزان
يروِّضني بعاصفةٍ
لاتبقي من أشواقهِ ولاتذر
يكتبُ في قافيتي أنه السجّان .
أتمرّدُ كانتفاضةِ تشرين
تجوبُ الشوارعَ بوجهِ الظلم
لاتهابُ وإن قُطعَ الوتين
فمابعد هواك طمر وعذاب
كم ناشدتُ قلبي بهجرانك
عصيّ يتمارى في دفء ضلوعه .
تنعتني بالنهرِ العنيد
ومجراي يصبُّ إليك َ نابضا
كثورةِ الجياعِ في قحطِ الأزمان .
أجدني أسبرُ في دهاليزي
كلمة أسمعتَني أو شوقا ألهمتَني
فأعود أدراجي غارقةً
أخفي تجاعيدَ الليلِ
ولسانُ حالي بألف ألفِ أهواك .
كفاني تمرّدا
صِغارُ القومِ أناخوا عِوجاً عن أوطانهم
باعوا الناموسَ لقوافلِ الغرباء
وأنتَ وإن تباعدتَ
تبقى وطني وشريان دمي
قد أعلنتُه عشقاً قمريا
لاتغتاله حُجبٌ أو يسحقه طوفان
لأنكَ قدري منذ طفولتي
فكيفَ يغيّرُ النهرُ مجراه ؟
فليرحل تمرّدي خلفَ الهضاب
وأصبو بهواكَ كعروسٍ
تترقّبُ بياضَ الثلجِ
يغطي خواصرها ومنتهاها
وتعانقُ روحي طيّات السحاب
قد كفاني فيكَ تمرّدا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق