رحيل الضرورة ..!
ليس بالضرورة أن يؤلمني ما يؤلمك
أو أشيائي تشبه أشيائك
أو مرآتي تشبه مرآتك
فربما
انتكاساتي لا تشبه انتكاساتك
ولا عويل الرياح خلف نافذتي
يشبه
نسمة الريح الهادئه خلف نافذتك
فأنا لست كما أنت
ولا أنت كما أنا ولاهُم كما نحن
أنا رجل
قد تعاقبت على خصره
ملمات الأيام
وعانقت
ثغره سحابات الصيف الهادئه
في خضم الخريف الأخير
وأنا رجل
قد رحل الأمل من حياته
وتجاوزه الألم
قبل أن يغزو غبار الشيب شعره
وأنا الذي
أصيبت رهاناتي بالخبية
فأصبحت مضطرا ً
أن أنظر حولي فأرى الاقزام
قد أصبحوا أطول قامة مني
وأنا الذي
صرخ بأعلى صوته فلم يصل
إلى مداه الأخير
فوضع كل أمنياته وأحلامه
ومبادئه تحت قدميه ومضى
مصافحا ً أيد ٍ ملوثة بحرارة
رغم أنه يعرف أنها ستدنس
آخر معاقل أحلامه
ورغم أنه يشعر بالظلم
لكنه لم يستطع الانتصار لنفسه
هكذا يا سادة
انحنيت لذل العاصفة
وابتسمت في وجهها كذبا َ
وعاشرت أناسا ً
فرضت وجوههم في محطاتي
مؤلم يا سادة
أن تغمض
عينيك على حلم جميل
وتستيقظ على وهم واقع مؤلم
وأن تضحك
بصوت مرتفع كي تخفي بكائك
مؤلم يا سادة
أن ترتدي قناع الفرح لتخفي
ملامحك حزنك
وأن يخذلك من حولك
ويمسحوا خارطة أحلامك
ويغرقوك أكثر في وحل الهزيمة
بلا رحمة بدل انتشالك
مؤلم يا سادة
أن تفني نصف عمرك
بزراعة الورد في طريقهم
فيبادلونك
زراعة الأشواك في طريقك
مؤلم يا سادة
أن تشعر أن كل من مر بك
قد أخذ جزأ منك ورحل
دون أن يعطيك شيئا يستحق
الثناء عليه حتى و لو وردة
مؤلم يا سادة
أن تنعى نفسك قبل موتك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق