الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020

محور الإرث الإنساني العبودية بشكلها العام... كتب/ أحمد محمدفال الشنقيطي


  محور الإرث الإنساني

العبودية بشكلها العام...

كتب/ أحمد محمدفال الشنقيطي


العبودية أو الإسترقاق هي إستغلال  الشخص لشخص آخر للقيام بعمل دون راتب أو مكافئة تحل محل الراتب ، و قد ظهرت العبودية في بلاد "السيبة" موريتانيا حاليا منذ زمن بعيد حيث أن بعض القبائل صاحبة القوة و النفوذ و السلطة و الشوكة القوية كانت تغير على القبائل الأكثر هشاشة لقتل رجالهم و السطو على مواشيهم و اتخاذ من نسائهم و أطفالهم سبيا و غنائم لعمليات الكر و الفر تلك حيث أنهم كانوا بعد ذلك يجبرونهم على العمل الشاق و لأوقات طويلة دون راتب أو الامتيازات و لم يكونوا يجدوا من الطعام إلا ما يكاد يسد رمقهم و يعينهم على العمل في اليوم التالي.


و بعد فترة من الزمن و لشراهة هذه القبائل بدأت أيضا تقوم بغارات على قبائل الزنوج الأقل نفوذا و أضعف شوكة أنذاك و قد امتازت كيفية معاملتهم بالقسوة الشديدة و عدم الرحمة و الإهانة الدائمة إذ أن العبد كان يعامل بقاعدة أنه "لا يساوي جذع نعل سيده".


و قبل أن ننتقل إلى الفكرة التالية لا بد أن نعطي تعريفا مبسطا عن السود الموريتانيين الناطقين باللهجة الحسانية إذ أنهم ينقسمون بدورهم إلى ثلاث فئات متباينة التعريفات و هي:

-السودان: هم قبائل قليل من السود الناطقين باللهجة الحسانية لم يتعرضوا قط للإسترقاق بل العكس إذ أنهم بدورهم ملكوا العبيد و يتمركزون أساسا في الجنوب الموريتاني و في ولاية كوركول تحديدا مثل قبيلة التوابير صاحب النفوذ و الغز القديم الجديد.

-الحراطين: و هم السود الناطقين باللهجة الحسانية كانوا مستعبدين و تم تحريرهم من قبل أسيادهم طوعا أو كرها إذ أن كلمة "حرطاني" تتألف من كلمتين هما "حر" و "طاري" أي أن هذا الحر طارئ  و حديث الحرية الفردية و يتمركزون على عموم التراب الموريتاني.

-العبيد: و هم بيت القصيد إذ أنهم لا يزال تحت رحمة أسيادهم رغم تغير الظروف و للأسف يزالون يوجدون في جميع ربوع البلاد رغم انحسار أغلبهم في الجنوب و الشمال و في هذا المقام لا بد أن نشير إلى أن العبودية في موريتانيا لم تعد تشكل ظاهرة لتعذر حصول عملية البيع و الشراء.


و توجد نقطة مهمة نلاحظها و نحن نتتبع خيوط هذه المظلمة التاريخية في موريتانيا و هي أن العبد في الشمال يقال له "عبد لأهل فلان" و في الجنوب يقال "عبد من لأهل فلان " هذا يعني أنه على مستوى التعنيف اللفظي فإن أهل الشمال يتفوق فيه على حساب أهل الجنوب و  لكن على مستوى المعاملة فإن العبد كان يعامل  في الجنوب بنوع من القسوة المفرطة إذ أنه لا يستطيع أن ينظر في وجه أسياده و لا يجلس على فراشهم لأنه ببساطة "نجس" حسب زعمهم.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لبنان الصمود في سطور

  في كل مرة تعرض فيها لبنان لعدوان، كان يثبت للعالم أنه أرض الصمود والتحدي. من الغزوات والاحتلالات التاريخية إلى العدوان الحديث، كان الشعب ا...