الخميس، 7 مايو 2020

العبث بالألوان ؛ بقلم الشاعر / ستار موزان ( العراق )

العبث بالألوان
 أمسكُ فرشاة  رسم
وارسمُ عبثي وايقاعات وهم
أرسمُ ظلالَ مكانٍ  منقرض
كان يبكي مَنْ رحلوا خفيةً
وقيلَ انهم غابوا  في  منخفض ،
أرسم  نهراً  عراقياً  ماراً بايقونات
وأرسمُ حلماً بعيداً ، حلماً مديداً
حلماً إشكالوياً  وأرسمُ غريباً  متماهياً في الحلم
ومدياتٍ تتسعُ لفصول وخيول
 أرسمُ وجوهاً بلا ملامح  وأفول
أرسمُ  أحتمالاتٍ قلقةً ونهايات،
أرسمُ ارخبيلاتٍ أسفل اللوحة
وجزراً على هيئة مستقيماتٍ ،
مستقيمات متصلة بتلال صفراء،
تلاُل مدنٍ غابرة في نسيجٍ لوني
وأيُّ لونٍ نثرتهُ أيقونات المساء !
أمسكُ بفرشاة   رسم
وأرسم  يوتوبيا الأولين
العابرين حقول الشمس
النازلين  نحو  أحلام  النهر
الحالمين  بقوارب تقلهم  إلى أرخبيل  الآس
وأرسمُ بيوتاً من خشب البلوط
 لتسكن فيها كائنات بقنوط
 وأرسمُ  شتاءً قرمزياً من قصص الأمس
وأرسمُ مواقد سومرية
 وطواطم متدلية
من سقوف نبات ،
أرسم ثعالب وسناجب وغزالاتٍ هاربات
في غابات القمر  ،
وأرسمُ ناراً حمراء ينبعثُ منها أزرقٌ
كروح بحر عاشق غادرتهُ تخومُهُ ،
وأرسمُ جدتي وحكاياها عن الجنيات
وحوريات البحر وسعالي النهر القديم،
أرسمُ مرافيء لمواسم الهجرة السرية
ارسم ألواح سومر الطينية  وهياكلها. الفخارية وديمومتها  الاركيولوجية  وزقوراتها  اللازوردية
ارسم أقواما ً غابرة  وزعماء من ارض  بعيدة
آه ارسم   أرضا منسية عاصرت اهراماتٍ سرية  
ومراكب محملة بفوانيس ونبيذ وخبز ولحم مقدد ،
أرسمُ شذرات شاكر لعيبي وبناءات زهى حديد
وحروف اديب كمال الدين وأصباغ صلاح جياد وخيول فائق حسن
وكائنات كامل حسين  وتكوينات احمد الجاسم  وسوسيولوجيات
أمير الدراجي وكاتدرائيات مايكل انجلو ونساء التركواز لستار كاووش
ومائيات زبيدة اطيمش وحوارات هادي الحسيني  وجنائن عقيل علي
وسهول وسام هاشم ونوافذ حيدر الكعبي
 ومتاهات آدم حاتم
 وطبيعة كلود مونيه
 ارسم  عبثي  واعبثُ بالألوان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لبنان الصمود في سطور

  في كل مرة تعرض فيها لبنان لعدوان، كان يثبت للعالم أنه أرض الصمود والتحدي. من الغزوات والاحتلالات التاريخية إلى العدوان الحديث، كان الشعب ا...