الأديبة و الشاعرة
فراشة الحرف
وردة علي عبد القادر...
الجزائر
لم و لن نبيع...
لن نخضع...
و لن نكون كما أرادوا لنا
أن نكون...
نحن التاريخ و الحضارة و كل الديانات السماوية...
نحن الأمل و المستقبل...
نحن بسمة الشهيد و هو يستقبل الموت بصدر رحب...
نحن بسمة أم فقدت أبناءا لها و هي بين الدمع و الفخر تصيح...
نحن بسمة يتيم ضائع بين أنياب البائعين...
نحن بسمة أب و جد طاعن في السن يلملم بقايا ماض تحت ركام تدمير...
نحن...
نحن أمل كل وطن...
نحن الغد المشرق...
مخضب بدماء أبرياء...
لم يطلبوا لا الموت و لا التشرد و لا التعري...
باتوا في سلام و أصبحوا أشلاء من آنام...
نحن كل هؤلاء...
دون استثناء...
بنت بركن بيتهم تلهو بلعبتعا و هي تزفها بكل غبطة و أمل... فتصبح أشلاءا...
لم تعلم ذلك.. و لم تكن تعلم...
تناديها أمها للإستحمام... فلا تلبي النداء... براءة هي... ربما كان يكون آخر إستحمام... و آخر لمسات يد أم كلها حنان... ربما كان يكون آخر شقاوة و الأم تمشط شعرها الطويل...
ربما كان يكون آخر فستان ترتديه حتى تُزف للجنان... هي لم تكن تعلم كل هذا و ذاك... كل ما كانت تدركه
أنها طفلة ككل الأطفال، تركن إلى بيت الدار بكل أمان و تعانق لعبتها قبل أن تزفها...
لكنها... هي من زفت إلى الجنان...
نحن كل هذا الأمل المختلط بالألم و الدمع و حتى الأشلاء...
نحن صوت الغد و صوت المعول... نحن صوت اشراق كل صباح... و كل صباح لا يشبه كل صباح... لكننا صباح فيه كل الصباح... صباح سبقه فجر و صوت آذان ينادي للفلاح... لا ينادي للموت... بل للفلاح... صوت أجراس المدارس... صوت أجراس الكنائس... صوت دوي... نحن الغد و الأمل... نحن لسنا كمثلنا في من سبقونا...
كلا...
نحن الإشراق الذي لا تغيب شمسه و لن تُغيب أبدا...
ب ✒️ :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق