بقلم/ على السيد محمد حزين
سئمتُ الأقلام والدفاتر
سئمتُ الحياة والمظاهر
والليل الطويل
سئمتُ الذهاب , الإياب
سئمتُ الشراب , والتصاوير
والحلم المستحيل
وكرهتُ الصمتْ الثقيل
والظلام الناشب أظافره في العقول
سئمتُ كل الأشياء
حتى القراءة والكتابة
سئمت كل شيء
حتى الحب والورد الجميل
وكرهتُ كل شيء
في هذا الزمن السقيم
والحلم المكبل بالأصفاد
وبالمستحيل
***
صار كل شيء من حولي
كئيب , ضباب غريب , كئيب
كل شيء من حولي غريب ,
الشمس لم تعد شمساً
والقمر لم يعد قمراً
ولا النجوم نجوماً
والسحاب لم يعد سحاباً
ولا البحر بحراً
ولا الأسماك ولا الطيور
حتى الحبيب لم يعد حبيب
تبدَّلت كل الأشياء من حولي
أصبحتْ غريبة عني ,
وأصبحتُ عنها غريب
***
حين يجب أن يتغابى المرء
في دنيا الأغبياء قصراً
ويضحكُ لدرجة البكاء قهراً
ويسقط من شدة الإعياء
ومن فرط الغباء
وحين يصير الحلم مسخاً ,
والكلام ماسخاً ونسخاً
وحين يصير الباطل حقاً
و يصير الحق باطلاً
ويرعى الذئب الضأن
وتضيع الحقيقة
وتفقد قيمتها الأشياء
ويتصدر المشهد الأقزام
ويتقدم التافه والرويبضة
حينها ينتحر العقل
على أعتاب الحكمة
ولا عزاء للعقلاء
وقل على الدنيا السلام
***
حياتي صارت كرة من لهب
صارت مملة وحزينة
كئيبة جداً تملأها الرتابة
والعفن والعطب
وتبعث على النحيب
عمري ضاع في الانتظار
تسربت أيامه من بين يدي
وأحلامي مكبلة بأغلال المحال
ومسلسلة بالمستحيل
ومجنزرة بالنار وبالسكين
وباللهب
*******
أنا من أنا ..؟! .
ومن أكون في هذا الزمان .؟!.
أنا صرت شبه إنسان
أقتات الذل والهوان
أمسح بين يدي خريفاً
تساقطت أيامهُ صفراء
كأوراق الشجر
في صحراء خاوية جرداء
ميته , وميت
***
حين يجئ الليل ويداهمني
بأوجاعه يدخلني بأوهامه
وصولجانه وتيجانه المزيفة
ومعه قنينته المسحورة
أدخل في قمقمه
يصارعني الملل
تسافرُ فيَّ السنين والهزائم
والانكسارات
فأراني أطارد أشباحاً
وأشياءً لم أراها
وتجيئني كل امرأة عرفتها
حاسرة الرأس تتراقص فوق الأوراق
على أنغام الكلمات خمائل أرقٍ
وتحضرني كل شياطين الأرض
تجلس تحدق فيَّ , وأحدق فيها
وثالثنا الصمت ...
***
تمت الأثنين 12 / 4 / 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق