بقلم /حنان فاروق العجمي
هدوء يُخٓيِّم على المكان بداخل غرفة المعيشة بتلك الشقة المُستأجرة بعمارةٍ سكنية بأحد الأحياء الراقية ومع أولى ساعات الليل سيدة أنيقة المظهر متوسطة العُمر جلست في صمت على مقعد وثير أمام شاشة التلفاز أخذت تُحٓدِّقُ في سقف الغرفة وتلك الثُريا الخافتة الضوء وكأن شريط ذكريات حياتها يمُرُّ أمام عينيها في لحظات
وفجأة وقعت عيناها على ريموت التلفاز وبدون تفكير فتحت التلفاز لتقطع شريط الذكريات الذي يسكن رأسها
وإذا بِمسلسل وعمل درامي مأخوذ عن قصة الأديب نجيب محفوظ(حديث الصباح والمساء)هذا هو عنوان المسلسل سرحت بخيالها بموسيقى المقدمة وذهبت بكل عقلها وجوارحها لتعيش داخل أحداث المسلسل و تقوم فيه بدور البطولة الفنانة عبلة كامل والعديد من النجوم
لفتها كثيراً شخصية الممثلة عبلة كامل ودورها بالمسلسل حيث أٓدّٰت دورها بإتقان شديد وقامت بدور لسيدة طيبة وبسيطة وعلى قدر من الحكمة ولكنها كانت تؤمن بأن هناك من العالم الآخر الذي لا نراه مٓنْ يُحدِّثها وكأنه روح مصاحبة لها يخبرها بالأحداث وقد يكون على هيئة حلم أو رؤية تراها وكانت تدعوه أبو الحسن فتشعُر بمرض أحدهم أو إحساسها بغصة في صدرها ان مات شخص ما وقد يأتي لها على شكل رؤية مبهجة كحفل وزواج وعرس لأحد الأقارب والأبناء وكان الجميع يصدقها لما هو معروف عنها من الورع والإيمان بالله وقضائه وقدره
أغمضت السيدة الأنيقة عينيها لبرهة وهي تشاهد المسلسل لتتذكر بعض من الذكريات الأليمة فٓفِي يومٍ ما شبهها أحدهم بتلك بطلة المسلسل التي تتحدث مع أبي الحسن من العالم الآخر وكأنها قد ذهب عقلها فضحكت ساخرة
ثم نزلت دموعها لترسم وتحكي لنا قصتها تحدّٰثت دموعها التي أغرقت وجهها البرئ فقالت:-
حديث الصباح والمساء مسلسل مشاهدوه يتابعون بارعي التمثيل
لفتني فيه تعاقُب جيل وراء جيل،وطيبة الخٓلق فيه كزمن إبراهيم الخليل
وتلك البارعة ذات التأثير وصديقها أبو الحٓسٓن كلما غضبت حدثت أبا الحسن
إن فرحت بركاتك يا أبا الحسن ورغم هذا كانت حكيمة لا تُحب التضليل
كم كان زمن جميل يؤمنون فيه بالقدر وبمُعجزات الجليل
بُسطاء التفكير بدون تهويل
انهمرت الدموع وأخذت تسرد وتقول
بعالمنا هذا ومناظرة بواقعنا إن قلت الله وصليت على الرسول اتهمك ذوي الغُلف من العقول أنك مُشعوذ مجهول!!
وبالسِّحر مشغول وتُحٓضِّر روح الغُول!!
وتلك خُزعبلات في حضرة سيدي المشلول!!
سيدي المشلول رجل مهول!!
يومياً يقوم بعمل الزّٰار (فلكلور شعبي وخرافات) يُحٓضِّر روح الشرير ليل نهار!!
يُثير جنونها حتى تنهار ويسجل ويصوِّر بإصرار غٓدّٰار!!
مجنونة لا تُحتٓمل ولابد من أخذ قرار
ألا ترونها يا عيون الدار!!
تدعو وتكلم الفضيل وأرغب بالنوم وهذا عندي تفضيل
أحلُم أنه آن الأوان لأتخلّٰص منها وأُغٓيِّر العنوان
لا يلزمني تقوى ولا إيمان وعندما أصحو بأمان وكما خٓطّٰطتُ سأرميها والوقت حان
لا تلزمني مبادئ ولا أحتاج لهذا الكيان سأعيش جديدي وحياة الغلمان
أحكي عنهاقصصاً ولا بالأفلام وأقول تُحٓضِّر ملوك الجان
أعلم تقولون عني إبليس وأُدٓلِّس تدليس لكني أريد العيش خفيف لا مسئولية ولا روح شريف
لأتركها للمسلسلات وتربية الأولاد....ولِتٓستٓشهِد استشهاد....فأنا بهذه المواضيع من اللحاد
وما الضّٰيْر بأن أُراهِق بالكِبٓر...لا أريد ورعها سأريها العِبٓر
ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا مٓرّٰ على تفكير بشر....انتهى دورها هكذا القدر
أراها تشاهد مسلسلها المُفٓضّٰل ومن قصته اخترت لها صاحبة أبي الحسن
سأُتابع التأليف وأسرد عنها التفاصيل...وأتخلص منها وأنزع الضمير
وتُتابع الدموع وتحكي القصة و تُغرِقُ وجه السيدة البريئة والعين هي مٓن رأت الخديعة
وحٓبْك وتخطيط الشرير للوقيعة والنهاية المُريعة
انتهت الدموع ونهتها العين عن النزف وتركت الحُكم لقارئ القصة بهذا المسلسل المرير ومكان التصوير ذكريات داخل رأس السيدة الأنيقة بكاميرا العين و بطولة الدموع المنهارة المُتحدِّثة ولسان صامت يدعو الجبار الفضيل
أٓمّٰا عن الختام ونهاية الرواية والقصة القصيرة وحال السيدة بطلة الحكاية الجالسة ودموعها تتحدث أمام التلفاز
لقد تم التّٰخلُّص بالفعل منها ورماها وأولادها بالبئر وأخذت درجة الجنون بجدارة وهو مُتّٰهٓم بالحقارة
وإلى لقاء في رواية أخرى وقصة من قصص الحياة بدون مرارة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق