بقلــم الأديب المصرى د. طــارق رضـــوان
لم يُخلد ذكر أعرابي في الجاهلية كما خلد ذلك عنتره، حتى تمنى النبي محمد، عليه السلام، أن يراه بعينيه على كرهه للجاهلية وأهلها: "ما وُصف لي أعرابي قط فأحببت أن أراه إلا عنترة".
نقل لنا التاريخ أحداث مهمة عن السيف والمبارزات ومبارزات رد الشرف، ولم يفقد السيف تاريخُه في عصرنا الحالي إذ للمبارزة الرياضية أهمية، فلعبة الشيش والمبارزة إحدى فعاليات الألعاب الأولمبية، أما في الأحتفالات الرسمية واستقبال الملوك والرؤساء فلابد من ظهور السيف مرفوعا بيد رئيس التشريفات.
فعندما أغار الروم في أيام المعتصم بالله بن هارون الرشيد على بلدة زِبَطْرَة المسلمة وعاثوا فيها فساداً، واعتدى رومي من أهل عمّورية على امرأة عربية مسلمة فصاحت مستنجدة بعبارتها المشهورة بين العرب إلى هذا اليوم «وامعتصماه» ، ووصل خبر ذلك إلى المعتصم فأقسم أن ينصرها، وغزا بلاد الروم، في رمضان من عام 223 هـ الموافق لأغسطس من عام 838 م. رغم أن المنجمين كانوا قد نصحوا المعتصم بالانتظار حتى ينضج التين والعنب، لأنه لن يستطيع فتح عمّورية قبل ذلك، لكنه لم يستمع لنصيحتهم، وغزاها وانتصر، فأنشد أبو تمام حبيب بن أوس الطائي في هذه المناسبة قصيدته المحتفية بالعقل والتدبير والحزم والعزم ضد ظلماء الخزعبلات والرجم بالغيب والتطيّر بجانب ثنائها على نجدة الضعفاء وضحايا الحروب والدفاع عن الوطن والحق.
السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ ............. في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في ....... مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والرِّيَبِ
والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ً ............. بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ
أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا ............. صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
ومن أشهر السيوف فى السينما والتاريخ العالمى:
سيف ويليام والاس: والاس هو أحد الفرسان الذين قادوا الاسكتلنديين ضد إنجلترا حتى مقتله، واختلفت حوله الآراء، فهناك من قال: إنه مجرم حرب وهمجي، وقال آخر: إنه أحد الثوار الأبطال الذين ضحوا في سبيل بلادهم، السيف ينتمي إلى ويليام والاس في الفترة بين 1270-1305، وتم استخدامه من قبل ويليام والاس في معركة ستيرلنغ في 1297 ومعركة فالكيرك 1298، ويتواجد الآن في النصب التذكاري الوطني في ستيرلنغ.
سيف الرحمة: سيف الرحمة هو أحد السيوف الشهيرة، والذي ينتمي إلى المعترف إدوارد آخر ملوك الأنجلوسكسونية في إنجلترا، وتميزت فترة حكمه بالفوضى العارمة، واشتهر سيف الرحمة باعتباره واحداً من السيوف الخمسة المستعملة في احتفالات تتويج ملوك بريطانيا، وهو نادر جداً من الفترة التي جاء منها.
ومن أشهر السيوف العربية:
السيوف في الجاهلية والتي استمرت شهرتها في الإسلام. سيف عمرو بن معد يكرب وعرف هذا باسم الصمصامة. وسيف ذو الفقار: كان السيف ملكاً لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أهداه إياه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وكان أول سيف صنع في الإسلام، السّيف موجودٌ حتّى الآن ومحفوظ في متحف توبكابي في إسطنبول بتركيا، أما أصل التّسمية، فقيل إنّها بسبب شكل هذا السّيف، إذ كانت في وسطه فقرات كفقرات الظّهر، وقد خاض به غزوات ومعارك وفتوحات كثيرة.
ومن أشهر الأعمال السينمائية التى كان للسيف فيها دور البطولة:
مغامرات روبن هود (1938(..الممثلون: إيرول فلين ، أوليفيا دي هافيلاند. فيلم يعتمد على أسطورة هذا البطل الإنجليزي. كانت النسخة الأولى من Robin Hood وحصلت على ثلاث جوائز أوسكار.
فرسان الملك آرثر (1953(..الممثلون: روبرت تايلور ، آفا غاردنر ، ميل فيرير ، آن كروفورد. محكمة الملك آرثر مهددة بالحب الزاني بين السير لانسلوت والملكة جينيفير ، وهي علاقة يأمل أعداء الملك استغلالها.
السبعة الساموراي (1954)..الممثلون: توشيرو ميفون ، تاكاشي شيمورا. في اليابان في القرن السادس عشر ، قررت قرية من الفلاحين التنظيم ضد التخريب المستمر. يجتمعون معا 7 الساموراي الذين يدافعون عن صحن الطعام.
فرسان المائدة المربعة (1975(..الممثلون: جراهام تشابمان ، جون كليز ، إريك إيدل ، تيري جيليام. يشرع الملك آرثر وفرسانه في البحث عن الكأس ، ويواجهون العديد من العقبات.
لانسلوت ذا فيرست نايت (1995)..الممثلون: شون كونري ، ريتشارد جير ، جوليا أورموند. يقع لانسلوت في حب غينيفير الذي سيتزوج من الملك آرثر. في هذه الأثناء ، يحاول أمير الحرب العنيف السيطرة على آرثر وفرسانه من الطاولة المستديرة.
القلب الشجاع (1995)..الممثلون: ميل جيبسون ، صوفي مارسو ، باتريك مكجوهان. عندما يتم إعدام زوجته السرية بسبب الاعتداء على جندي إنجليزي حاول اغتصابها ، يبدأ ويليام والاس تمردًا على الملك إدوارد الأول ملك إنجلترا..
حملة صليبية (2005)..الممثلون: أورلاندو بلوم ، إيفا جرين ، ليام نيسون. يسافر بلين من إبيلين إلى القدس خلال الحروب الصليبية في القرن الثاني عشر ، وهناك يجد نفسه مدافعًا عن المدينة وشعبها .وكذلك ثلاثية "سيد الخواتم" و "الهوبيت"، "المصارع"، "الساموراي الأخير"
وعلى المستوى العربى أشهر أفلام السيف: فيلم "الناصر صلاح الدين "1963، وقد خصصت له مقال سابق و عنتر بن شداد عام 1961 : لم يكن للعبيد خبرة كبيرة بالحروب والغارات، لكن"عنترة" نجح بذكائه الفطري، أن يضع إستراتيجية عسكرية، فقيل له: أنت أشجع العرب وأشدها؟ فأجاب: لا قيل: فبماذا شاع لك هذا في الناس؟ قال: كنت أقدم إذا رأيت الإقدام عزماً، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزماً، ولا أدخل إلا موضعاً يطير له قلب الشجاع فأثني عليه فأقتله".
وبالرغم أنه كان قتّالاً شرساً، إلا أنه كان حنوناً عطوفاً، ليس في مقابلة عبلة، بل ظهر ذلك في حبه لفرسه، وإشفاقه عليه، في خضم الحرب الطاحنة، التي لا يرحم فيها البشر أنفسهم. فعندما خرقت السهام جسد الفرس وصفه عنترة بالقول:
"فازورّ من وقع القنا بلبانه.. وشكا إلي بعبرة وتحمحم.. لو كان يدري ما المحاورة اشتكى.. ولكان لو علم الكلام مكلمي".
فإنّ شِعر عنترة يعطينا صورة رقيقة، فيها الشفافية والإنسانية، فكان نحيل الجسم، بحيث بدت العروق في ظاهر كفه، وكان أيضاً شاحب اللون كالمنصل. إنه رجل المعارك يسعى إلى غمرات السيوف اللوامع، وهذه الملامح أثبتها عنترة لنفسه، فهو قد ترحم على حاله حين قال من قصيدة:
"عجبت عبيلة من فتى متبذل.. عاري الأشاجع شاحب كالمنصل .. شعث المفارق منهج سرباله .. لم يدّهن حولاً ولم يترجل"
وجاءت المصادر بالعديد من الأسماء للسيف منها: المرهف، والعضيب والصارم، والباتر، والقصال، والمقصل، والمفضل، والمحراز، والغاضب، والهدام، وكلها تعبير عن مضائه، ومن أسمائه الذكر والحسام والمهند... الخ
الوسوم:
السيف/ القلب الشجاع/ لانسلوت ذا فرست/ السبعة الساموراى/ فرسان المائدة المربعة/فرسان الملك أرثر/ عنتر بن شداد/الناصر صلاح الدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق