بقلم / دكتور حافظ المغربي
مات أبي وعمرها ثمانيةٌ وثلاثون عاماً وتركَ لها ابناً في سنته الأولى بكلية دار العلوم جامعة القاهرة ثم ثلاث بنات:كبراهنَّ في الصف الثاني الثانوي والوسطى في الشهادة الإعدادية والصُغرى في الشهادة الابتدائية ،ثم ولداً صغيراً عمره أربعة أعوام.... انكسرت على تربيتهم ...لم يدر بخلدها - وهي بنت الأصول التي ظُلِمَت- أن تتزوج...لم تذق طعم النوم سنواتٍ طوالاً.... حتى قرَّت عينها ببنيها: الابن الأكبر صار أستاذاً جامعياً والبنات تخرجن وتزوجن من رجال في مناصب مرموقة.... والابن الأصغر اليتيم حصل على ليسانس دار العلوم ثم ليسانس الحقوق بتفوق ...وصار مستشار تحكيم دولي،ثم آثر أن يكون رجل أعمال ناجحاً وكاتباُ صحفياً مرموقاً بعد ذلك.... هذه السيدة أبت إلا أن تكون نهر عطاء،فآثرت بين الفينة والأخرى انطلاقاً من عزة نفسها أن تبيع أجزاء من أرضها وميراثها وتوزعه على أبنائها دون أن تطلب منهم - وهم المقتدرون بفضلها - مالاً ...هذه السيدة كرمها محافظ المنيا يوماً أماً مثاليةً على مستوى المحافظة، هذه السيدة لو قبَّلت التراب الذي تمشي عليه ما وفيتها حقها "الست دي أمي وتاج رأسي"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق