نم بلا كفن...
تجيد الرثاء فقد ولدت بين القبور
تحتضن وجعها بصمت
تحمل كافورا وتمتمات
وبعض البخور
تغني آخر أغنية
نام على دفئها كالمخمور
سمعتها تردد
أن اهرب يا ولدي إلى ملفاك
ونم...ونم... المكان مزدحم
ولا يوجد طريقاً للعبور
قارعة الطريق مكتظة بالمتعبين
ورائحة الدم غطت العطور
صاحت كيف تحيى يا ولدي
بين ذل النواصي
والبراويز والقشور
دع ذاك الخبز الضائع
ونم...ونم...
دع الأنفاس فالمارون ليسو زهور
كانت تبللها الأمطار والدموع
وهي تستجدي أهل القصور
عذرا يا صفصافة المهد
فالحضارات كاذبة
حبر على ورق بلا نور
وأنا لا أؤمن بالمؤرخون
بل أؤمن ببصمات الأرصفة
وقوارع الطرق والبخور
وأحضان أمي حين تثور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق