الثلاثاء، 16 يونيو 2020

العاشقة المكابرة من ديوان الشاعر اسحق قومي (سوريا)




العاشقة المكابرة 

مهداة إلى عاشقة.
هي لغة ٌ وقصيدة ٌ
ومدى...

هي دهشة ٌ ترسمُ أطرافَ أصابعي
في الصقيع ِ

وتنتشي.

مهاجرٌ تنهدَ حينَ فاجأته
ُ النجومُ بعريها...

أيقظتهُ قبلَ المواسم ِ...

وحينَ نامت ْ على أبواب
الوعد

غاب بين الزّحام.

كأنهُ لمْ يولد لعرس الغجر

شاعراً وعاشقا..

كأنهُ لم ْ يولدْ لعناق الشهقة

مَنْ يُسكرُ للأقحوان
نشوتهُ؟!!

لمْ أعدْ في دروب ِ بهجتها
مراهقاً...

تأخذني...

غريبٌ هو البوحُ...

والغريبُ مهاجرٌ ثملٌ في لجة
الأزمنة...

أتذكرينَ ياقصيدة َ الوعد
ِ والبوح ِ

كمْ تعرينا تحتَ أكوام ِ الثلج
ِ

نبحثُ عن دفء أصابعنا
المبعثرة

والدروبُ تقرأ ُ آَهاتنا
المهاجرة؟؟؟؟؟؟!!!

عُرياً للمراهقة ِ
للقصيدة الثائرة.

مواسمٌ وصقيعٌ

ولفافة ُ الوجد تحرقُ الذاكرة..

لا تهاجري براري العِشقَ

بيادرَ بهجتي

كقبرة ٍ ...كالحنين ِ

كالبلاد ِ التي ما
احتوتكِ مشاكسة ً

أقيمي طقوسنا المتناثرة.

***

هي المحطاتُ ...

مدنٌ ورحيلٌ تأخذنا..

هي الأوجاعُ لا تبحثُ عن عشب ِ

برارينا وبقايا أطرافنا
الذابلة.

تعالي فأنا أحرقُ الوقتَ على
أصابعي

والعناقُ أنا...

(سيزيف) العصور ِمحملاً بقهر غربتي.

تعالي لايهم...

كمْ من السنين ِ غادرتنا ...انطفاءً وعِشقا...؟!!!

وكمْ عاشق ٍ ودعتهُ أصابع
الصقيع ِ

على أرصفة ِ
المحطات ِ المسافرة ؟!!!

هي المحطاتُ........

لا تحتف ِ بذاكرة ِ الوقت
ِ...

تُطفىءُ للعشق ِ درورتَهُ

طمثٌ هي البهجة ُ. الدهشة ُ..

والبكاءُ شتاءٌ في (السويد ) العاشقة ْ.

الثمي شفاهَ الأماني ورتبي
الوردَ تباعاً

ونامي على وسادة الوعد

ولا تتعجلي فصول َ عِشقيَّ

كأنكِ أضعت ِ
قمراً مدارياً هناكْ...

في زحام العمر ِ...

كأنك ِ النوتيُّ

على موانىء
المساءات المهاجرة.

تبكينَ عاشقاً وشاعراً وزوجاً
فارساً وقاهرا...

كأنكِ الصدفة ُ تكتبُ باقي أعمارنا...

هل أنتِ التي علمتني أنْ أصنع
زوارقي من الشهيق ِ..

منْ جداول العمر ِ حينَ مرني
النعاسُ

صيفاً تناثرت فيه مواسم
الغبار؟!!!!!

هلْ أنتِ التي عاقرتني سهراً
وأناشيد الرّعاة هناك؟!!!

تعالي نامي على صدري

كطفلة ٍ واحرقي

كلَّ دهشتنا بأنفاسك ِ الجامحة...

اسرقي شغفاً في صباحات الغرباء

وعودي كما كُنت ِ

تعالي صباحاً مقمراً بلوّن
الضحكة ِ

وارتجاف ِ نَهْدَيكِ

تعالي احضنيني

أضمك ِ عَبق الأماني التي
سرقتنا..

وغادرتْ كأنها الخيال.

تعالي لا تقولي...

فقدنا قوافل َ الرعشة ِ
البكر ِ

ونهارات الشمال.

لا تقولي كُنتَ وجعي ...

أبحثُ عنكَ في كينونة ِ
الشهقة ِ.

لا تقولي للنهر رحلتينْ.

ولا للشاطىء صمتُ العصافير
الساهرة.

وللبكاء ِ وأحلامك ِ المغادرة.

أُتسألينَ منْ أنا؟!!!

التقينا على أرصفة الصدفة في بلاد الصقيع...

وتسألين؟!!!

كما أجراسُ كنيسة ِ مهجورة
هناك وتسألين؟!!!

حينَ كان المساءُ عاشقاً خجولاً
وتسألين؟!!!

حينَ سرقَ من
اللحظة ما احتوتهُ أنفاسك ِ

وبقايا رعشة أخطأت موانىء
العبور

تعالي، لا تخجلي.

فأنا الآخرُ احتفي بمواسم ِ
العِشق ِ

قبلَ أن تهجرني صبوتي
الحالمةْ.

تعالي .

فمنْ سيكتبُ للزيزفون قصيدة...

غيرُ شفتيك ِ وأنفاسك ِ
الحارقة؟!

صدقيني مراهقٌ أنا في حضرة ِ
الإنصهار ِ

كالحنين ...والذاكرة.

صدقيني مراهقٌ أنا..

تعلمتُ كيفَ أتكورُ ساعة ً

بين َ أحضان
عاشقتي المكابرة.

تعالي نلتقي ليلة ً وربما لا
نلتقي.

إلا تحتَ مصابيح ِ
العمر

خيالاً محاصرَ.

فإنْ غبتُ في زحمة ِ الغربة ِ

سيدتي...

ولمْ نلتق ِفلا تقولي.

كانَ عاشقاً رَغمَ الخجلْ

لا تقولي كانَ مسافراً

كما رحلة ُ
الأملْ

لا تقولي.

أحببتهُ ذاتَ مساء ٍ على عجلْ.

***

اسحق قومي.

السويد ـ رنكبي.

13/3/2012م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جوازة مشروعة» على الراديو 9090.. قصة حب غير متوقعة بسبب 10 ملايين جنيه ‎

تستعد إذاعة الراديو 9090 لتقديم مسلسل "جوازة مشروعة" بطولة الفنانة هنا الزاهد والفنان نور النبوي، ضمن الخريطة البرامجية للإذاعة في...