الخميس، 18 يونيو 2020

الأعلام مصدر السلطات ؛ بقلم الاديب / سامى التميمى ( العراق 🇮🇶 )

تكميم الأفواه والعداء للكتاب والمثقفين
تعني سقط الدولة  .

الأعلام مصدر السلطات . والأعلام هو عين الشعب التي لاتنام  وقلبه النابض بالحقيقة . هو يراقب ويشخص الأخطاء  وينتقد ويتابع ويثقف ويروج للكثير من المفاهيم ومنها المقترحات لسن القوانين في البرلمان . الأعلام يحلل ويفسر الظواهر المجتمعية والسياسية والأقتصادية والأمنية والصحية وفي كل مفاصل الحياة . ويضع ويشارك بالحلول والمقترحات ويتوصل للنتائج والأسرار والخفايا وأن كانت في أنفاق ودهاليز السياسة وفي مكاتبهم وبيوتهم وهواتفهم .
لاتحارب الأعلام والكتاب والمثقفين . فلهم سلطة لاتشبه كل السلطات . ولهم كلمة تهشم  وتنسف كل الجدران والحواجز والأصنام . لايملكون المسدس والبندقية والمدفع والدبابة والقنبلة الذرية . لكنهم يملكون ماهو أكبر وأقوى وهي ( الكلمة )  ولها فعل كبير بأن تنسف كل شئ وفي لحظات  . هل تعلم بأن الأعلام قادراً وبسهولة أن يرفع من قدر وضيع وتافه  ويحط من قدر أنسان محترم والعكس صحيح  . الأعلام صنع نجوماً في الفن والثقافة والسياسة والرياضة والجيش  وفي المجتمع  . وأيضا الأعلام ساهم في أسقاط شخصيات كان لها باعاً كبيراً في كل نواحي الحياة   . لاتأخذك العزة بالأثم .  ولايغرنك بالله الغرور فالكرسي والمنصب  زائل لايدوم لأحد . وأن طالت مدته بدم وخوف وتكميم للأفواه  وسجون وتعذيب تهجير وقتل  . فمصيره أسود محتوم . ولنا في التاريخ كثير من الشواهد منها بعيد ومنها قريب .
كن صديقاً .  للأعلام والكتاب والمثقفين  وأسمع منهم وجالسهم وناقشهم وأهتم بهم فهم نخب خيرة لهم أرضية ثابتة صلبة متجذرة  في أعماق الأرض لايمكن أقتلاعها بسهولة مطلقاً . لأنها هي الشعب  . والشعب إن كرهك ولم يعد يقتنع بك فلا ينفعك كل ترسانات وجيوش الأرض . ألم تسمع وتقرأ عن أمبراطوريات ودول غزت وأستولت وأحتلت دولاً وأراضي شاسعة (لاتغيب عنها الشمس  ). وأنتهت بفعل كلمة  وثورة  . رغم أنها تمنلك جيوشا وقادة عظام وأسلحة متطورة  .
الأنتقادات وتشخيص الخلل والأخطاء وأثارتها من قبل الكتاب والمثقفين والأعلاميين  لايعني ذلك عداءاً  للدولة والبرلمان وللسياسين  .  بل هو تقويم وتصحيح . ولاتخجل من الخطأ أو التقصير . فكلنا نخطئ ونصيب . ولكن أكبر الأخطاء التي لاتغتفر بأن نسير ونتمادى في أخطائنا ولانقبل التشخيص والأنتقاد والتصحيح . نحن لسنا أنبياء ولارسل ولا أولياء صالحين خصهم الله بالعصمة والنزاهة والأعتدال  . وأيضا علينا أن نتخلى عن تلك المفاهيم العدوانية . بأن نجعل العقوبة والتهديد والوعيد  هي الرافد الوحيد لثني الأخرين عن قول الحقيقة أو البوح بأرائهم  . نحن بشر وكانت الخطيئة منذ الأزل في كل تفاصيل حياتنا .
( وكلنا خطائوون وخير الخطائين التوابون )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بلال صبري يعلن موعد عرض "أوراق التاروت" في يناير المقبل بمشاركة رانيا يوسف وسمية الخشاب ومي سليم

  أكد المنتج بلال صبري أن فيلمه المنتظر "أوراق التاروت" سيُعرض في 10 يناير المقبل، مُشيدًا بأداء طاقم العمل المميز الذي يضم كوكبة ...