سباق رمضاني لبث برامج تدعوا إلى العنف والجريمة والانتقام والإغراء.
الأديبةوالإعلامية سفيرة الجمال العربي زيزي ضاهر
أين ذهب ذلك الزمن الجميل حينما كانت جميع القنوات في سباق لعرض أبهى ما لديها من حلة رمضان في بث الفن الراقي الهادف إلى تهذيب النفس والعقل من مسلسلات تاريخية ك " الزير سالم ، محمد يا رسول الله، سيدنا يوسف، الام المسيح وكم تعذب الانبياء من أجل نشر تعاليم الله وكلامه
وكم يقتلني الحنين وانا أنتظر مسلسل فطوطة للعملاق سمير غانم، وعراب الكوميديا وملكها عادل امام ، وفوازير شريهان ، فؤاد المهندس وغيرها من الأعمال الفنيةالجميلة التي اتحفوا بها عقولنا وقلوبنا ، حيث كانت العقول والانظار مسمرة على شاشة التلفزيون بانتظار مشاهدة المسلسل المفضل لديها.
تلك الحقبة كانت تروي لنا فنا وثقافة تاريخا وفكاهة مكتوبة بكل علم وذوق وإبداع.
ولكن متى وكيف وصلنا إلى هذا الحد من الفن الهابط وركوب موجة سيئة لم تأتي سوى بالعنف ، حيث أصبح المشاهد يصدق ويقلد كل ما يشاهده فتلك الشاشة بوابة مفتوحة للمشاهد على العالم سواء كان صغيرا أم كبيرا وهي سباقة في نقل القبيح والجيد ، لقد أصبح المشاهد يصدق ما يراه ويحاول تطبيقه على الواقع ، فبدلا من مشاهدة التسامح والعودة إلى البساطة والضحكة البريئة والمشهد الجميل ، يتحول إلى ثائر وإنسان بلا مشاعر يدمر ويحرق ويقتل معتقدا أنه بذلك يفعل الصواب وأنه بطل ك الذي شاهده على محطة التلفزيون التي يتابعها بشغف غريب.
نعم للأسف الشديد أصبحنا في واقع مر ونحن الآن أمام حقيقة مرعبة جعلت من شبابنا أداة لتنفيذ أجندة تحرق أوطاننا والعالم عبر ما تشاهده من عنف على القنوات في تصديق كل ما تراه وتمثيله في الواقع، فانقلب الزمن الجميل وشهر الخير والمغفرة إلى برامج تعلم الإنسان أن يطبق عدالته على الأرض دون عدالة الرب وجعله يستهزء بالقيم والبشر ،وبدلا من بث صور التسامح والغفران والهداية إلى طريق الحق والحب والسلام.
أحبائي ليتنا نتعظ ونتعلم مما يجري ونحاول أن نقدم للأجيال صورة جميلة عن هذا الشهر المبارك، شي جميل نستفيد منه وبنفس الوقت يخفف عن الصائم وللبشر كافة ، عمل جميل نقلل عبره شيئا من الألم والحزن وصعوبة الصوم والحرمان بدل مشاهد العنف والانتقام والإغراء التي تبثها القنوات من أجل السباق إلى التفاهات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق