بقلم/ الشاعر أشرف عتريس
كان قد رحل حليم مودعا ًجمهوره فى الوطن العربى ومصر بكل اجيالها التى عاشت الخمسينيات والستينيات بكل اغانى الثورة والقومية العربية وحلمها الكبير الذى لم يتحقق حتى فشلت الوحدة مع سوريا وجاءت النكسة لتهزم صلاح جاهين وحده امام أمة بحالها ثم يعتكف كمال الطويل ولا يخرجا من حالتهما معا بغيرضحكة حسن الامام وفكاهته فى السينما ويظهر
(خللى بالك من زوزو) حالة اخرى موازية ..
فى نفس الحظة تقريبا هناك من يتأهب للخروج بوعى وتوجه آخر ومنظوم قد تعيد (الناس) لتوازنها الاجتماعى وضد القبح والانتهازية والانفتاح غير السعيد وهبوب رياح الغزو الوهابى وتحريم كل شئ أولها الفن ..
ظهرت الفرق الفنية الموسيقية ( الباند) وثرية هانى شنودة فى الكلمة واللحن واختيارات مذهلة وصادمة لكل ماهو (دوجماتيك ) ويتحمس لصوت قادم من جنوب بلاد الذهب وهو دارس الفنون التطبيقية ويرشحه شاعرنا الشامخ عبد الرحيم منصور ويبدأ الحلم (قابل للتحقق) بتمهيد وتعبيد شنودة للطريق ,,
جاءت تجربة منير غنية ومتنوعة وكنا نعتبره حالة ثورية فى الغناء والشجن والتفرد والجرأة قبل الانتشار والنجومية والعالمية دى كان يتعامل مع شعراء عظماء بمعنى الكلمة (منصور،حجاب ، مجدى نجيب ،رضوان ، ثم جاهين ونجم ) هذا ترتيب تاريخى ثم تعاون مع الابنودى فى شيكولاته وهكذا
اذن هى حالة كنا نحلم بها معه ونحن جمهوره الأول الذى شهد ويشهد حتى الآن على مشواره الفنى الطويل الذى بدأ من 1978 وشريط (علمونى ) باكورة النضالتنوعت الأشعار والشعراء والالحان والملحنين وتعددت الرؤى لتأكيد نجاحه الحقيقى الذى بدا فى (شبابيك) وايقونة الليلة ياسمرة كلمات والد الشعراء فؤاد حداد ولحن الحاج منيب مع المهاجر العائد من بلاد موسيقى الجاز، موسيقا البوب والبلوز( يحيى خليل)
وثورة اخرى فى عالم المزيكا والايقاعات المبهرة ..
فى اغنية (حدوتة مصرية ) كان من جمالها وعبقرية منصور فى كتابتها وجرأة منيب وتلحينها (ثيمة+ايقاعات) فقط بلاجملة موسيقية كنا نحتار هى دى قصيدة ولا اغنية طب ازاى تتغنّى ، فى نفس العام ينتج يوسف شاهين فيلمه بعنوان الاغنية لم يكن منير انتجها حتى صدر ألبوم(اغانى افلام يوسف شاهين )
من ضمنها حدوتة مصرية بلا حذف صرختة المعهودة للناس ..
كان من المفترض ان يخرج شاهين اغنيتين ( انده عليكى ، دقيت على بابك )
وهما من موسيقى الروك آند رول فى أروع ألبومات مونى الألبوم الرابع
(اتكلمى ) والحان منيب وعبد العظيم عويضة وتوزيع بونكا ، عزيزالناصر ،
فتحى سلامة ومدكور وحميد الشاعرى - هذه أسماء حفظناها وأحببناها
مع تجربة منير غير العادية والمختلفة بالطبع عن غيرها ,,
فكان الجمهور فى معظم حالات الغناء من كوكب الشرق الى أفراد جيله
لايعرفون من كتب ومن لحن وماذا يعنى علم التوزيع الموسيقى ,,
من ذكاء منير كما قلنا انه لم يقف عند حدود بلا مغامرة ولا تجريب بل راهن أيضاً على أجيال اخرى ونجح فى هذا ويشهد له تاريخ الفن الغنائى فى مصر والوطن العربى ثم فرقة (لوجيك أنيمال )الألمانية التى غنّى معها فى بلاد العالم كله كما تعاون مع جيل جلالة وفريق ديزيدنت المختلف فى طرحه الموسيقى أيضاً,,
(ثقافات شمال افريقيا والبحر المتوسط) وتعاون مع الملحن السودانى محمد وردى وغنى له ( وسط الدايرة )فى تجربة مائزة أيضاً ..
من هنا كان الانحياز مسبباً ولدواع ومبررات فنية قوية ان لم تك ايديولوجية أيضاً ولا عيب فى ذلك ..
الخلاف على المشوار والمسيرة غير وارد نهائياً قدر الخلاف على التوجه مؤخراً ومقياس هذا هو هجرة بعض جمهوره (الأول) معلناً جملة أسف واحباط
(مش ده منير اللى نعرفه) كنت ولم أزل راصداً لتطور التجربة وصانعها وجمهورها منذ 43 سنة ويزيد ..
تجربة الأسطورة مميزة وإضافة أما جمهوره أكثر تميزاً وثقافة
ضد النسخ والتقليد والفن الزائف الباهت والمصنوع الذى لايضيف ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق