الكاتب: أبو صدام أحمد محمدفال الشنقيطي
سائق شاحنة لنقل البضائع بين الولايات يمر على القُريات التي تقع على جنبات الطريق ذهبا و إييابا و غالبا ما يستريح الاستراحة السفر في إحدى هذه البوادي، و لكونه وحشا بشريا كان كلما نزل في ريف من هذه الأرياف النائية و التي يعاني ساكنتها من الجهل و التجهيل طلب يد بنت من بنات إحدى الأسر الفقيرة للزواج في ثوب حِلية ما أحل الله حسب إعتقاده. و بعد يوم أو بعض يوم يذهب ذهاب شخص لا يود العودة و يمَني البنت و ذويها بعودته القريبة بعد إنتهائه العمل.
مرت أيام و الأشهر و السنوات و هذا الرجل باقي على حالته هذه دون تأنيب ضمير يلعب و يلهو كيف شاء في بنات قُصر غالبا أعمى أولياء أمورهم حب المال و إن قلّ..و ليكنْ الزمان منصفا و ظالما في نفس الوقت سافر هذا الرجل إلى مدينة يقع ذلك الريف الذي سبق و أن فعل فيه فعلته تحت ذريعة الزواج و ابتغاء الحلال، و بعد سفر طويل و شاق قرر الرجل أن يتوقف قليلا للاستراحة و النوم ثم يقصد إكمال المسير إلى المدينة المقصودة.
نزل بحي ريفي بسيط و استقبلته إحدى الأسر هناك من باب إكرام الضيف نام السائق المرهق لتوقظيه من نومه فتاة حسناء لتدعى مريم ليصلي صلاة العصر و يتناول طعامه أعجب بالفتاة كثيرا و وصل لحد الغليان و بعد وقت ليس بالطويل سأل أحد الرجال: من تكون هذه الفتاة؟ قال الرجل: هي بنت الجيران. قال هو إذا فأخطبوها لي على سنة "الله و رسوله" و أغراهم بالمهر الكبير..!
خُطبت له البنت باسم مستعار آخر و هو "محمد" و خلا بها و في صباح اليوم بينما هو ذاهب إلى الخلاء لقضاء حاجته رأته عجوز و هي جدة الحسناء فعرفته و كيف لا و هو الذي تزوج بنتها قاصر و ثم تركها و هي حامل بابنته لتواجه المخاض بجسم نحيل و قلب مكسور توفيت الفتاة القاصرة التي تزوجها باسم مستعار -عبدالله- بعد وضعها لابنتها مريم مباشرة لأن أعضائها الوليدة لا تزال في ريعان شبابها و لا تقوى على الحمل و إكراهات الولادة.
قالت له العجوز ضعيفة البصر قوية البصيرة: صباح الخير يا عبدالله مبارك لك الجواز يا هذا حقا لا أدري هل أناديك محمد أم عبدالله و لست منهما بمنزلة. اقشعر بدنه ثم قال لها كيف ذلك؟! أجابته و عيونها تمطر دما ناقعا: يا شقي أي لعنتٍ حلت بك لقد تزوجت ابنتك.. إضطرب قليلا ثم قال لها أتمزحين؟! قالت: بلى و ربي هو الله يمهل و لا يهمل و سرد له المسألة فجن جنونه ففقد ذلك الوحش عقله في لمح البصر!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق