حريقٌ متَّقد...
بقلم: سامر الشيخ طه
دمعي مع المطر الهطَّالِ هطَّالُ
كأنه عندما ينسابُ شلَّالُ
دمعٌ وفيٌّ سَخِيًٌّ ساخنٌ أبداً
يكوي فؤادي وبعضُ الدمعِ قتَّالُ
العينُ تبكي دموعاً والفؤادُ دماً
والهمُّ من كثرةِ الأحزانِ أرطالُ
عشرو ن عاماً مضتْ و الدمعُ منسكبٌ
والشوقًُ متَّقدٌ والندبُ موَّالُ
عامٌ من الحزنِ والأعوام ُ تتبعُه
عقدان مرًَّا وموجُ الحزنِ سَلسالُ
------------------
أبكي عزيزاً كريماً قد مضى رجلاً
لا مثلما زعموا أو مثلما قالوا
رمز الرجولة فِعلٌ حاضرٌ أبداً
إنَّ الرجالاتِ أقوالٌ وأفعالُ
ماكلُّ من قال إني ها أنا رجلٌ
فالفِعلُ أصدقُ والأيامُ غِربالُ
يبقى الكريمُ عزيزاً في مكانته
أمَّا الخسيسُ فإرغامٌ وإذلالُ
-----------------------
أبكي أباً كان لي عزَّاً ومفخرةً
ما مالَ لمًّا كبارُ القومِ قد مالوا
بل ظلَّ صلباً عنيداً في مواقفه
لم تُثْنِه عن طريق الحقِّ أهوالُ
وظلَّ سمحاً تقيَّاً زاهداً ورِعاً
لمَّا تغيَّر كلُّ النَّاس واحتالوا
الحقُّ سلطانًُه والله غايتُه
والدينُ شِرعتُهُ لو ساءت الحالُ
دعائمُ العلمِ أرساها ببلدتهِ
في كلِّ قلبٍ له نُصْبٌ وتمثالُ
في الخير كانت يدٌ طولى له وله
في كلٍّ بابٍ من الأفضالِ أفضالُ
وكان يحملُ عنَّا ما نكابده
هو القويُّ وللأعباء حمَّالُ
--------------------------
قد مرَّ عمرٌ طويلٌ بعد رحلته
ماجفَّ جفنٌ ودمع العين ينهالُ
واليأس حطَّمني والهمُّ أثقلني
ولم تعدْ لي بدنيا الناس آمالُ
وصار لي ولدٌ أمسى فتىً وغدتْ
لي عزوةٌ يا أبي مالٌ وأطفالُ
لكنني بعد موت الروح في جسدي
ما عاد ينفعني ابنٌ ولا مالُ
بعد الذي راحَ راحت روحنا معه
ولم تَرُق لي بدنيا الموتِ أعمالُ
------؛---------؛--؛---
يأتي شباطُ وريحُ الموتِ تتبعه
تهبُّ عاصفةً تُفني وتغتالُ
تهبُّ ذكرى اغتيالِ الروحِ في جسدي
وللخواطر ادبارٌ وإقبالُ
تهبُّ ذكرى غيابٍِ الشمس عن نظري
والبدرُ عن ليلتي الظلماءِ رحَّالُ
أمست حياتي ظلاماً بعدما رحل ال--
--نورُ الذي كان في دنيايَ يختالُ
والدمع بيني وبين الراحلينَ رؤىً
والدمع بيني وبين الموتِ مرسالُ
قصيدة كنبتها في رثاء والدي ( رحمه الله)
كتبتها عام ٢٠٠٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق