شفق الذكريات...
بقلم حمادوش مريم
.......على اهداب الليل...... حينما كان البحر يعدل بساطه الأزرق......بين أحضان شرفتي..... ها انا أجلس برفقة وجعي و ها هو الظلام يلفني بأثوابه القاتمة.........أمارس طقوس وحدتي......أناجي السكون..... و أغسل أرضية الشرفة بنهر دموعي...... انفض عني غبار الضعف .....و اتكىء على وجنة أمنيات مستحيلة....... حطمتها زوبعة الواقع..... فبعثرت كل شيء.....ذلك الحب.....ذلك الأمل..... تلك الأحاسيس......و غيرها..... هذه المشاعر التي يرفضها العقل...... كان القلب يصر على تبنيها.......لانه تحت تأثير لعنة العشق.....تلك اللعنة التي تعذبني كثيرا.....لا تتركني أنام و لا أرتاح....تلك التي إلتهمت شباب قلبي.....فإشتعل رأسه شيبا.....و صار عجوزا..... ففي داخي صرت عجوزا تخطت مئة سنة.....و في الخارج ما زالت شابة لم تتعدى تسعة عشر عاما...... لكنني اذبل مع مرور الوقت.....منذ ان لامست هذه اللعنة جسدي... اصبح نحيلا.....أما عيناي صارتا جاحظتين......في كل يوم أخسر جزء مني....و أصبح شبه غائبة.....في كل يوم كبريائي في شكاية مستمرة.....قائلا : إستيقظي من سباتك........ انت على مشارف التهلكة......الى متى ستظلين وراء حب نسج من خيوط السراب......الى متى ستظلين اثيرة حلم مستحيل....... لكن حالما يعلو صوت الكبرياء في داخلي.....تقطع لعنة الحب أحباله الصوتية.....و تجعله أبكم......فتسدل على ذاكرتي ستائر شفق الذكريات......فتأخذني في جولة الى أزقة الماضي.....اين ترقد تلك التفاصيل......قساوة الشتاء التي ترفرف في افق عينيه......أحمر شفاهي الذي ظل عالقا بين شفتيه......تلك القصائد التي لا تزف إلا إليه..... و الحمرة التي تعتري خديه......و نعمومة الأطفال التي تسيل من يديه........ فصار قلبي يرقص شوقا عندما عانقها .......و على مذبح الحب .........قطعت شرياني الأبهر قربانا لحبك.......فأتمنى ان تقبله......و من دمي المتدفق.......كتبت إليك خاطرتي .......التي اقول في مطلعها.......شفق الذكريات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق