أُوَل جريمة
استرقت نظرة إلى عينيك، وكان
الصوت عاليا
يا سبحانه فرغم أنني كنت أسرق
كان الصوت ولا تدخلوها حتى يؤذن لكم
وتوليت إلى الظل
فجاءت عينيكِ تمشيان إلي على استحياء
ليس الصوت لك
ليس الصوت لك
في فؤادي ، أَسْكَنَتْك فيّ
وكنت أقيم الحد كل يوم على روحي
لأن حبكِ كفر
فمن يحبكِ ولا يصلكِ
يعجز حتى أن يمشي إليك على استحياء
والذي يجمعني بك الآن قضية سارق
سرق نظرة من عينيكِ
تمشيان الآن إلي باستحياء
حكمك الليلةَ
إله ويوم قيامة
هذا اَلسِّكِّين عاقر وهذا الجرح لم يأت إليه رجل يسعى
يحمل بيده ضمادُ
والنعاس غلبني
ويغنيكِ الله من فضله
والآن
لا شيء
لا شيء
جلسة اليوم وكلمات لم تصدأ
أنا تصورت في عينيكِ وفي عينيكِ نخلة
وأنا عندما ولدت كنت تهزين جذع النخلة
وتعلمت الكثير
ووقعت في الأسر في سجون عينيكِ
يا حبي الذي ولدت فيه
حقي الآن أن أموت فيه
وعرفت ما الذي يجعل صوتكِ الآن جريح
لِأَنَّك تعرفين كم أحبك
وتعرفين ما معنى أن يصبح هذا الحب
جلسات محاكمة وسجون
وجريمة سرقة من عينيكِ
عندما توليت إلى الظل كانتا تمشيان إلي
على استحياء
وإلا كيف صارت جلستنا
جلسة قضاة عشاق كل يوم موعد جديد
للحكم عن عينين متهم بالنظر إليهما بالسرقة
تمشيان إلي على استحياء
عندما كنت جميلة
كانت عَيْنَاك أجمل ما يجعلك جميلة
رأيت قدرة الله
وعرفت ما معنى ألا ندخل حتى يؤذن لنا
والآن عينيكِ
ويا خجلي كيف قبلت أن تمشيا
إلي على استحياء
وأنا من عليّ أن أكتب أجمل الكلمات
قبل أن أموت
بالجلسة الأخيرة
في جلسة اليوم
كثر الشهود من ذئب وقميص وبئر
وأنبياء
وطفل تصور في عينيكِ
وجذع نخلة يسكن في دمي, وفي وجه القاضي
صيف
وقلم حبر كتب به قررت تأجيل الجلسة
عدتُ باكيا إلى البيت,
فأنا لم أكسب حتى الآن حكما يسمح لي بالنظر
إلى عينيكِ
الديوان لقاء مع الشاعرة الثائرة فدوى طوقان
قصيدة بعنوان : جلسات محاكمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق