إن الله مع الصابرين
هل تظنين
بأنكِ سكين الجرح ، ولا ضمان
للجرح ، ويأخذ وجه السنين
وكانت الدنيا تبشر بنبي إن الله مع الصابرين
وأنكِ تخفين الحلم
و مرارة السنين
معكِ ومع كل من مثلكِ الضائعين
كان الجرح وضماده دمه
وكان الحزن وبيته قلبه
كان الليل ، وحلمه عتمته وعلى خاصرته
براءة من الجرح إذا كان من حقدكِ والسنين
كانت الدنيا ورغم كل شيء
ولم تكوني من الدنيا شيئا
إلا نزف جرح يخجل أن يحسبكِ
تجرحين ....
أنا صبر نبي
جاء ويعلم أن من يغير الحال رب العالمين
لا بشر ، ولا الكبار على الجرح ، وسكينهم فيه
يظنون أنه لا ضماد
وضماد الجرح يا جائعة السنين دمه
وهذا برق جاء قبل الشتاء
جاء مع صبر الأنبياء
ومع العائدين
إن الله مع الصابرين ....
تعال يا سكين الجرح
واجرح كما تشاء ، إن السنين
فتاة يتيمة
باب ميتم عاشت مرارة السنين
ووجه الجوع جوع الأب قبلها
لا يعرف أن الجرح عندنا ضماده دمه
بشرى كتاب الله لنبي
إن الله مع الصابرين ...
طالما نزفنا فهل صرخنا يوما وطلبنا منكِ الصبر
هل في غرقنا القديم
كنت مثالا يوما للمحبين
إلا سكين جرح يجرح
وتظنين إن السنين
تصرخ بوجه الليل عنكِ شيئا
وهذا البرق جاء قبل الشتاء
مع نبي ذاق مرارة السنين
وعاد معه كتاب لا تقتص منه أي سكين
إن الله مع الصابرين ...
الديوان لقاء مع الشاعرة الثائرة فدوى طوقان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق