أرجوحة الذكريات
لازلت أذكر نفسي
عندما كنت أقف على حافة الشباك
أرقب هتافاتكم بعد دق جرس العاشرة
أطارد ضوضاء ركضكم
دورانكم حول سارية العلم
لازلت أذكر نفسي
كيف كنت أعاتب أمي بكاء
صراخا انبطاحا في الأرض
لماذا لا أذهب أنا ؟
عويل يهز الحي على الصباح
حتى تبح أوتار صوتي
و تزرق وجنتاي
لا أتعب من المحاولة
محفظتي على ظهري
تؤنسني على مائدة الفطور
و أتسلل ببطء إلى أطراف الباب
لازلت أذكر نفسي
حين تذهب يا أخي و تتركني
و أنا أتوعدك بالإنتقام
كنت أظنك خائنا
لكنني أفرح لما تأتي صوبي
و أنا من أفتح الباب
أنتظرك بشغف
لتروي لي أحاديثا عن عالمكم
الذي لا أسمع ضجيجه
إلا بعد دق الجرس
عالم صامت
عدة أسئلة جابت خاطري
حينها
أزعج بها إزدحام يوم أمي
لازلت أذكر نفسي
حين كنت أمسك القلم
و أقلدك
أخط كل الصفحات
بحروف معطوبة
و أرقام مكسورة
فكم من سبعة غفت في قيلولة
غدت أربعة عربية عند استيقاظها
و كم من حرف تائه فقد بوصلته
في صحراء سطوري
الموحلة
أوراقي قد بهت بياضها
من ممحاة أنهكها المسير
و كم من الألوان تناثرت
تساقطت قممها
و أخرى قد اضمحلت
قصرت قاماتها
لا تحاكي حبرا لوث
الأيادي و الثياب
أي منشفة ستمحو الأثار
أتطلع إلى الكتاب
أقلب الصفحات
لماذا لا تتحدث الصور ؟
ماذا يقولون ؟
فستان ليلى جميل
عربتهم تختلف عنا
لماذا لا نملك بقرة مثلهم ؟
أقتنص كلمات كنت ترددها
حين تحضر درسك يا أخي
لطالما مزجنا ألوان عجينة طرية
ليزداد حجمها
ثم نغضب حين تصير رمادية
رسمنا أشكالا
كم هلالا إنعوج كاحله
كم نجمة على عكازها
كم شجرة طال عنقها
كم بيتا ضاق بابه وسعت نوافذه
آه يا أخي كم كنا مشاغبين !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق