ولا تقل لهما أف
لقد حق القول علينا سلفا
بأن الجنة ليست للعاقين
وبأن الفوز بها لا نبلغه
حتى نأتي ما أأتمرنا وما نهينا
شروط الفوز بها نملكها
لو أجبنا الذي يمنعنا ويعطينا
وليس صعبا أن نطلب جنة
فهي بقربنا لو كنا مبصرينا
أعني بها الأبوان اللذان
جاء ذكرهما من رب العالمينا
فقد قضى الإله في حكمه
بأن النار محرمة على البارينا
وبأن المطيع لوالديه حقا
وجبت له الجنة مع المرسلينا
وبأن المجتهد في طاعتهم
له ثواب وأجر المجاهدينا
ولو اختلف الثواب في أمر
فما اختلفوا في أجر الطائعينا
فوا أسفي على عبد فاته
فضل من الله على المجيبينا
لو عمل العبد على طاعتهما
لكان أفضل حال من الغافلينا
فما من عبد أبدى رحمته بهما
إلا كانت منزلته من الشافعينا
فلا تركن إلى الجحود وقم
لعبادة تكون بها من الرابحينا
فقد أردف ربك في قوله
طاعتهم فرض على المؤمنينا
ولو كانا مشركين تأتيهما
ببر وتكن من المصاحبينا
فقد يسلم العبد يوم اللقيا
بجواب البر على المحسنينا
فيا تائها في الدنيا تطلبها
إن الذي ببيتك أولى بالطالبينا
فما من سعيد تعجبك فرحتها
إلا وفرحتك تذهل المعجبينا
من رضي عنه والديه عاش
محمودا مخلدا في عليينا
ومن كان عاقا لا يرحمهما
عاش مذموما مع الخاسرينا
فما ظنك بعبد عاش دهره
لأبيه وأمه من الخادمينا
وهل يفلس من تقرب بهما
أم يزل من كان من القائمينا
لا ورب من أنزل قرآنه
إنه وعد ربي فطوبى للراغبينا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق