بقلم / حاجم موسى
أفِقْ من غفوتكَ التي
قد طالَ بها الأَمَد
كنتُ أحسبُ نفسي
غريباً مهاجراً بعيداً
عَنِ البَلَد
لم أكن أعلمُ أنَّ فكري
عقيمٌ لا يتجاوزُ ظلي
يَنحَدِرْ ليسَ يَصعد
حينَ تأملتُ في الدنيا
ملياً فرأيت كلَّ مَنْ فيها
غريباً راحلاً بعدَ أمد
وكل ما فيها سرابٌ
نركضُ خلفَهُ
إلى الأبد
أحمقْ كلُّ مَنْ يغترُّ
بها ويرى نفسهُ
في الغابةِ كمالأسد
وليس يبقى فيها
من والدٍ و شقيق
أو ولد
فَلِمَ هذه الفتنة والإغراء
التي ترفرفُ في أنفسنا
في هذا الجسد
وإلامَ يجري في دمانا
هذا الحقد والبغضاء
وهذا الحسد
إننا لم نر في الدنيا
مذ خلقنا إلا الشقاء
والبؤس والنكد
هل ترى أننا فهمناها
وزرعنا في أنفسنا
بذور الخير والسعد
فكل ما حولنا قد تغير
إلا نحن بقينا كالصخور
فِكرُنا باهتٌ لا يتجدد
وإلامَ هذا الظلام
ينتشر فينا ويطفو
في النفوس كالزبد
وإلى متى يظل القيد
في أرجلنا ونظل
كالصخور للأبد
فالكريم يحترق
والسفيه يضحك
و يتمرد
وعلى وقع أنغامُ الأنينٍ
التي تتعالى في المدى
بالسفاهة كالطير يغرد
وما بين الهزلٍ واللهوٍ
والضحك والبكاء ترانا
في جزرٍ ومَد
وإننا في الجهل والغي
ويا اسفي قد تجاوزنا
كلَّ حَد
في هذا الواقع المر
كلنا يحزن ويشقى
من الهجران و البعد
نشكو من وباءٍ
وهل لهُ من دواءٍ
ومتى نراهُ إن وجد؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق