LONDRES
لندن .
صباح الخير
فنجان قهوة ساخن في مقهى كوفي هاوسCoffee Houseو أنا أرسم في ضباب لندن رسائلي المشفرة يترائى لي جسر وتر لوا كعجوز فيلسوف حكيم ينتظر أن أخبره بسري
رسائلي
هي رسائل من زمن يختلف عن أزمنتي الذي عشته و عشقته و أحببته يوما
كم؟؟؟؟؟
كم و هل أنت تتساءلين يا أيتها النفس االيوم و عن من تتساءلين؟
كممممممم
إستنشق هوائك و أشتنشق ذاكرتك الحبلى اليوم و لهذا الصبح أتساءل
كم؟
كم هو الإشتياق يولد الرغبة في الطيران لهناك لهناك
. لمدة سنينن ضباب الغربةيلقي ستاره على مسارح الدموع و الفرح و بكل اللغات كان العشق يقودنا للجنون و ماذا بعد ؟؟؟
كم إشتقنا و نحن هنا و هنالك بين كل الأراضي و بالرغم كل المسافات و كنا طيور نشتاق. كنا نلبس أقنعة من الصبر الطويل و أقمصة من أقمصة أيوب المرقعة بالصبر و بالصلوات و أكيد كانت وجوهنا شاحبة بالرغم المطر و بالرغم الثلج و بالرغم من أضواء الميلاد التي تنور لندن الجميلة
كنا دائما نتساءل ؟؟؟ متى هو اللقاء
يبدوا و أن اللقاء يحاك فقط في الحكايات الغريبة البعيدة المضيئة البارقة ذات يوم في حكايات جدتي البعيدة القريبة من النفس
العيون كانت تشتاق . كانت تجن
بالرغم من رياح الحنين
بالرغم من رياح الإشتياق
كان العود العربي بين يداي يلعب ... يلعب أغنية الحب و الخلود و يلعب بين طفائري الطويلة على أحلامي المهاجرة يغني للفجر و يحكي له عن أغنيات الحنين
و كان مضوا الليل ثقيلا ثقيلا جدا يرسم الهوى في مرايا الشقائق النعمان الحمراء الجميلة لا يعيد إلينا ساعات القرب التي ملئت في ذات لحظات عزيزة مواعد الهوى و الحب و العشق بتلك الضحكات ،كانت أحصنتي تطير بي في كل حدب و صوب في زمن الذكرى و زمن الحالات ..
و قد إشتاقت يداي لملامسة الحلم الوردي الجميل . هنا الفؤاد يملئ بكل التمنيات المغبرة الصغيرة الحبلى بساحات الإشتياق العائدة من ذاكرتي المتقوبة بكل ألأجمل فأنا أنا أنا شعب من الذكريات العتيقة ،و أنا أنا أنا فلسفة من ذكرى شعب...
موسيقى حالمة.... و خطوات رقيقة بإحساس الورد وبعطر الياسمين .... هناك كنت أرقص على مقامات الفل الأبيض في حقول خضراء لا تنتهي تزهوا في ذكريات الورد و العوسج و الحبق .
هنا ....
هنااااا ساعة بيك بن تدق تران تران تران تران
و كنسية سانتا باول بنواقيسها تصلي و أنا أتية من زمن آخر غير منتهي من الغربةو من الضياع و من الذكريات
شتاء
Winter
شتاء مكدس بأمطار و عواصف الحنين و برد يكسر في نفسيتي تلك النار المقدسة لزمن الحب و لزمن الإشتياق
هنا ضباب لندن يطوف بمعطفي يرسم هواجسا منسية ينسيني مراقصي و أول ما تعلمت من دروس الحب و ما تعلمته على يدي أمي في طفولتي
هنااا
الحب يكاد ينسى
الحب يكاد يختنق في
و معاطف الشتاء الهزيلة به يقطعني الوقت و يقسمني كلما دقت ساعة بيككككككككككككن يكسرني الإشتياق و أصلي لوحدي في روحي بين أزقة لندن التعيسة و عاصمة شكسبير ترسم لي مسرحا من ذاتي يخلد فيها كل حزني و كل إنتصاراتي الغير المعلنة الحزينةو كل الخزي الذي نادمني لسنوات من التمرد و من البرود العاطفي .
هنا أتذكر روايات تشارلز ديكنز..و أختلق لنفسي روايات لندنية متشابهة له ...
تائهة في عالمي و في لندن و في أزقة لندن و أنا هنا كمعلمة قصر باكنجهام أحمل تاريخا بنفسي مشرق و غاضب صامت مشتاق
و يا ويله من إشتياق لئيم يقلب كل موازينه العتيقة
ممتلكاتي زمن و ذاكرة قد تمر و تخلد في قصر وستمنستر الجميل . حبذا لو كنت معلمة و حبذا لو رسمت لوحة لكل ذكرياتي الجميلة المنقوشة على عاتق شرفات طفولتي. و حبذا لو كانت سنيني متحفا تعلق فيها لوحاتي كليوناردو دافينشي وبيكاسو ودالي .
نحن هنا نوارس نطير بين الأزقة الضبابية في شوارع لندن في ميدان بيكاديللي كنت أراني كنافورة موميريال القديمة أصب قطرات الذاكرة عليها . هنا وجوه غير معروفة متجهمة لا ترسم فييها الإبتسامة هنا تراكم ذكريات عديدة على نهر التايمز البارد تتراكم بين مراكبه و أنواره الخافتة العتيقة
حتى و لو غنيت بكل اللغات هنا ممنوع الإبتسامة . فتلك الإتسامة بقيت ضائعة محجوزة هناك بين بيادق الطفولة على تراب بلدي بين ساحات الزيتون الأخضر و شجر الليمون و شجر الصنوبر...
و كان الإشتياق يرسم خرائطا كبيرة جدا . فيها دروبا و أزقة و عوالم من الحب ،عالم خاص بي لا يشبه أزقة لندن و لا هواتفها القديمة...
يا حبيبي يا حبيبي....
هنا حديقة هايدبارك تمتلئ بالفراغ و لم نلون فيها حياتنا البالية بالحب كنا هنا نتساءل و نحن كمدن ملاهي خاوية على عرشها هنا كنا كوينتر وندرلاند" مدن تجلب الفرح بالرغم من الحزن كنا و لم نكن هناك....
بالتأكيد ، فأنا إمرأة تتساقط زخات من الذكريات
هنااااا
و في لحظات ذكرياتي و عاد العود بمقاماته العربية عاد ليرسمني في قصيدة غزل تترنم فيها ملائكة الغربة بالرحمة و بالعذاب تارة أخرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق