عطر الروح
لم أكتبها البارحة ...
فماكان للبارحة وجوداً...أعلم أنك تنتظر ما سأكتب ...كتبت بكل شيء البارحة ، إلا عن ما اردت الكتابة فيه ...
كنت أسير بين تلك الأعمدة المتداخلة ألتقط صورا ربما سخيفة، أبتسم بيني وبيني نفسي وكأنني اصطدت فيها زمنا ً ، لا ألبث أن أطلق سراحه ...بمحوها .
يا لسر البقاء ...يمضي الزمن وتبقى أنت ...قد ترحل وبطبيعة الحال أنت بحكم الغائب الحي كما أرحل أنا ، صخرة تفتتها طقوس الحياة ...لكن مع هذا فأنت لا ترحل ...وتقول أني معك !!
ندرك كلانا مسافة المستحيل ...ندركها جيدا جسر أعمدته ممكنات ...كل عمود فيها لديه إسم ممكن ...ولكن ؟ هل لهذا المستحيل من ممكن ؟
ممكن كما زجاجات العطر التي أمررها بيدي الآن عطرها كامن بداخلها ...لكن مهما اقتربت من الزجاجة لا أستطيع الإحساس برائحتها ، رائحة حبيسة في الزجاج البارد بينما هذا العطر يفوح الآن بكل المكان الموجودة أنا به الآن ..عطر يحلق في فضاء المكان ...إذا هو الممكن ...هذا المستحيل الحبيس في زجاجة ...هو الممكن في الفضاء ، كما وجودك كما وجودي الأليم .
إن لم أتمكن في فتح عنق الزجاجة ...لن أتمكن من استنشاق المستحيل
ولكن قد تهوي من يدي وتكسر ...فيتحول مارد الاستحالة إلى ....ممكن جميل ...
صعب أن أفتح الزجاجة..
والأصعب ...أن أكسرها !!
هو الحزن نعم ...هو الحزن أن تشعر أن جزأ من تركيبة روحك هو هذا العطر. عطر ...غيابه ..تلاشي ...تلاشي الروح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق