الحلقة الثامنة
وتستمر المعاناة
ومع مرور الوقت،أدركت أن القدرة الإلهية أرسلت نصيرة،حتى تغفو من كبوتها،وتهديها قنا لفك رموز غابت عنها،وتسلط الليزر على جوانب مبهمة في خريطة مسارها،فكان ما كان في علم الله،فوجدت نفسها سباقة لجبر الضرر وترميم الأعطاب .
أمضت نبيلة ليلة بيضاء،لا تعرف للكرى طريقا أو مسلكا،وعشرات المطار تتفاوت أصواتها،وتحدث بلبلة في مخيلتها.
لمحت وردة تتوسط مزهرية جانب السرير،مدت يدها بلطف،داعبتها حتى أذبلها حر التنفس،تنتف بتلاتها وهي تردد:ألتقي به..لا ألتقي به،يأتي ..لا يأتي...
لم يمض سوى وقت قصير،حتى رن الهاتف ليخبرها أنه في طريقه إلى منزلها المتواجد بشارع الأمم بباريس.
طارت من مكانها كعصفور أفزعه صوت الرصاص.
أمام المرآة تسألها: أي ثوب ترتدي،تنتقي منديلا وتبدل غيره..
تعطرت بأغلى العطور، كطفلة مراهقة لا تستقر على حال.
وضعت الكمامة على وجهها،كأنها تعمدت ذلك حتى تخفي ملامحها المرتبكة.
ربع ساعة وحضر،هو الآخر يرتدي كمامة بل قناعا،يمشي باستحياء،ويعد خطواته كأنه يتقدم لمباراة يصعب انتقاؤه،ومتوسجا خيفة،فأشارت له بالدخول...
خيم صمت وسكون مطبق، كسرته بإحضار القهوة وقنينة ماء،محاولة إبعاد النظر إليه،فبادرها بالقول،وكله حرص على انتقاء العبارات الملائمة للظرف..
تبادلا بعض الأخبار حول الوباء،:كيف بدأ وكيف انتشر، والجهود المبذولة للقضاء عليه،بعدما أبلى بلاء حسنا في مقاومة الدهشة والخجل.
ظلت تنظر إليه،وكأنها فقدت فن التواصل،وتقول في نفسها:هل ما أعيشه وهما أم حقيقة؟ حلما أم واقعا..؟!!
لا حظ ذلك واستيقن،فوقف مودعا،محاولا استدراك نقط الحذف من الزمن التي فصلت الجلسة،دون التطرق للأهم،قائلا:تشرفت بمعرفتك الآن،وسأعود قريبا إليك،لأن هناك أشياء كثيرة ستوضع تحت المجهر..
10\6\2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق