الحلقة السابعة
مشاعر تائهة
..وفي غمرة انغماسها في تصيد رقمه الهاتفي عبر العالم الافتراضي،تلألأ لها لؤلؤة نادرة أغنت الحاصل عليها.
ترددت برهة،ودون حركة إرادية،وجدت نفسها تهاتفه..
مس كهربائي بسرعة برق خاطف،سرى في ذاتها،وهي تسمع صوته،محاولا التعرف على صوت صاحبته.
أحست غصة خانقة تربك أوتارها الصوتية،أقفلت الهاتف حتى تسترد انفاسها،أتبعته بإرسال رسالة قصيرة تقدم نفسها من خلالها.
وما إن تلقى الرسالة،حتى صمت بصوت الهاتف يرن دون توقف،ألح عليها أن يلتقيا،رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم،ورغم الحصار المضروب على الأزقة والطرقات.
ذهول أصابها وقلق لفكرة اللقاء،لكنه أصر وأكد،وبصفته طبيبا،سيتولى تدبير الأمر بنفسه،ويخبرها بموعد اللقاء.
تسمرت في مكانها دون حركة،كأن قدميها انغرست في كتبان رمل ساخنة،حينها أجازت لنفسها،والتي طالما أحكمت هواها دون انفلات،امتطاء مركبة أعادتها سنين عددا،أعادتها لتحضن أيام رجوعها من الجامعة نهاية كل أسبوع،تكتفي باستراق نظرة فاحصة،دون الانتصار للحظة اللقاء والمواجهة.
فابتسمت، وهي تتابع شريط ذكريات محفورة بوشم في ذاكرة تمر أمام عينيها بالعرض البطيء،كتسجيل هدف مفاجيء داخل مرمى الخصم،فيلهب حماس الجمهور العاشق لفريقه.فتنغمس مليا في مواصلة ما خزنته الذاكرة من فصول رواية لم يكتب لها الشروق. رواية نسجتها عند انطفاء المصابيح وغفوة العيون،لما يحلو البوح عن مكنونات الفؤاد،ومدى تلهفه لموعد،موعد رسمته بدرا في ليلة ظلماء،هلالا يحمل بشرى عيد.
مرت أمام عينيها سلسلة الحلقات واحدة تلو الأخرى،وكأنها تعيش لحظتها.
فجاة،تملكتها نوبة غضب، حاولت ألا تفكر،فوجدتها لا تفكر إلا في استحضار فترتها الزوجية بالمرحوم،وتتفحص الأحداث بدقة متناهية،وكأنها تقتنص زلة من زلاته،تقنع بها نفسها،وتتواطا فيها مع الزمن لإبهات مدى الأثر العميق،الذي تركه رحيله.لكن هيهات هيهات للمريد أن يعبأ بمحيطه في حضرة شيخه..!!
منذ زواجها بقاسم،ألبسها خاتم سليمان،وأهداها عصا سحرية،وموضعها مركز الدائرة،كل يدور حسب رغبتها وهواها،فتنعم بمملكتها السعيدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق