...
لم اعد اتذكر إلاّك
غريبة أنا عني و عن نفسي
ضاعت بشطآنك سفني
وبحارك أضاعت بوصلتي
من أي وجهة ترجعني ؟
تاه بغيابك بي قلبي
ومحياك ضيّع عنواني
ولم أجد بأقطابك مدني
يا من تسكنني بأعماقي
وتنسحل ما بين ذراتي
لا أدري شمسك في الأفق
أم قمر مأسور بنهاري
إختلط بغيابك أمري
إمتزج الزمن بأسفاري
يا نوراً في مقلتي ذهبٌ
يستبق البرق ويستعر
يتبعني بحنو كالخفر
ويترصدني ليحكمني الغل
ويشد وثاقي وخناقي
يأمرني وله كل الأمر
يتقن مهارة في الحجب
ليزيد الشوق ويحرقني
وكم بغربته أقاسي
يرتع في صدري يعذبني
وبعذوبة سحره أنفاسي
ينثر في أوردتي عطري
من أرج جنائنه مداسي
ليته يدرك مفاتنه
كم حكمت حكماً بمقتلتي
وبحكمه له قلبي الراضي
سأطلق عنان نبضته
ليلملم ما بقي من أشلائي
ويعيد إليّ أشيائي
فالموت في البعد مقصلة
مفصّلة بمقاسك ومقاسي
وفي القرب حياة منعشة
نارك لو فيها إنعاشي
لا همّ بهواك إن حلّ
حتف أغبر منه أقاسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق