بقلم/ سلمى اليوسف
نساء في خريف عمرها
عندما تدخل النساء في خريف العمر
تصبح كشجرة تبدأ اوراقها تتساقط
بعد أن اجادت بالعطاء والخير الوفير
وتخلع عنها ثوبها الاصفر
لتجدد أوراقها وبراعمها لتزهر
مجددا في الربيع
ولكي تعطر الأجواء بفرح وسعادة
وحيوية ونشاط
أنت أيتها الأنثى
دائمة الإخضرار
كسنديانة تصمد أمام كل الفصول
تبقين شامخة ثابتة الجذور
تحافظين على رشاقتك
وجمالك المثير
وأنت تعانقين السماء
لا تهابين عواصف الشتاء
وتجتازين منعطفات الخريف
وملامحه الحزينة
تتبخترين بثوبك الأخضر
وتزدهرين في الربيع وتزدادين
جمالا وبهاء
وتقاومين حر الصيف وتنعشين
الأنفاس بهواء نقي
أيتها الأنثى
ياملكة الجمال وياطيبة القلب
يامن تسطرين آيات الجمال
وتنشرين عبير الحنان
فأنت من منبع طيب حلو الكلام
وثغرك بلسم فيه الشفاء
تنثرين السلام والوئام
والحب والجمال
كأنك حمامة سلام بين إخوانك
وسحابة مطر تغطي دارها
بالحب والحنان
وفي يديها بركة وطعم لذيذ المذاق
أيتها الأنثى
لاتكوني حزينة كئيبة
كتلك التي تمر بالخريف
تتساقط أوراقها وتذبل أغصانها
وتعرى ساقها لتصل إلى حد الجفاف
حتى جذورها
يجتاحها الذبول وتنهار قواها
وتضعف فيها الإرادة وتستسلم
لعواصف الخريف الهوجاء
وتكاد تكسر أغصانها القاسية
تبكي وتحزن وتبدو شاحبة اللون
فيقضي عليها الشتاء القارس
فلا تلحق أن تتمتع بالربيع
أيتها الأنثى
كوني مليئة بالحيوية
استقبلي الخريف على أكمل استعداد
لتجددي نقاءك وترمي كل الألام
خلفك
كوني كالتي تتحمل قساوة الشتاء
حتى يأتي الربيع والبسي ثوبه الزاهي
وتمختري كالأميرة بين النساء
واجلسي على عرش الإمارة
لتمنحي الإبتسامات وانشري
عطرك في الأجواء
بصفاء روحك وبيدك المعطاء؟!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق