* بلا هوية *
سقط القلم من يدي و صارت أناملي ثلجية
سهم أصاب وجداني رمت به تلك الجنية
فاتنة من نهر الحب رائحتها ورود جورية
مع سرب الحمام كانت تبعث رسائلها السرية
و تدون أخبار عشقي لها في الجرائد اليومية
إحتلت خريطتي و إجتاحت كرتي الأرضية
تربعت بعرشها على مجموعتي الشمسية
كانت تنثر للعاشقين حروفا هجائية
و تخبرهم أنها السلام لما العنصرية
و أنه ولى زمن الطبقية
و أننا تحررنا من العبودية
تثرثر أنها بسيطة وطبعها الشعبية
ولا تهوى الملكية
فأين أنا منها ؟ و أين هي الحرية ؟
تتسلل إلى جسدي كمرض معد أو سكتة قلبية
فإحتصانها أشبه بإختناق و ذبحة صدرية
ضربت عرض الحائط كل قوانين البشرية
و تمرد خصرها على المعتقدات العرفية
غيرت تاريخي ...الكون ....و حتى الأبجدية
في لمعان عينيها أيقنت تألق اللانهائية
وغرقت في بحر العيون العسلية
أطبقت جفنها و سجنتني في زنزانة المقل الفردية
رمتني برصاصة تلك البسمة العاجية
و بين شفتاها حكمت علي بالإقامة الجبرية
ضحكتها تسكن جسدي ملايين السنين الضوئية
فحبيبتي عطر نرجسة وضوء نجمة ليلية
مرمر بياضها أضاء مجرة فلكية
فاتنتي أنثى شرقية جعلتني بلا هوية ..
لا أتذكر إسمي ولا من أكون .. أتذكر فقط..
ملامحها الشرقية ..
فقط لأنها شرقية...لها القدرة على مسح الهوية
فإفتوني في أمري إنه لم يعد قضية شخصية
و إن وافتني المنية
كفنوني بثوبها ولا تنسو تنفيذ الوصية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق