منْ غدرةِ الكفرِ
مِن ظُلماتِ مَن كَفَروا
أَسرَجتَ ليلكَ إيمانًا وما اعْتَبَروا
وما حَملتَ سوى الحبِّ الذي امتَزَجتْ
بهِ الأَمانيُّ كي يرقى بها القَدَرُ
طويتَ كلَّ جبالِ الظلمِ فانبَسطَتْ
لكَ الفدافدُ والوديانُ والحَجَرُ
وسِرتَ تحرُسكَ الأقدارُ ما لحظَتْ
عينُ امرئٍ مِنكَ ما يُقفى بهِ الأَثرُ
وكنتَ أعظمَ من رَجَّتْ بِهجرَتِهِ
الأعرابُ واسَّابَقَتْ مِن أَجلهِ النُّذُرُ
وأعشَبَتْ كلُْ بيداءَ بخطوتِهِ
وأينعَ الحبُّ والأفراحُ والثمرُ
حتى تَجليتَ نورًا في البلادِ سَرى
منهُ استمدَ الضِّياءَ النَّجمُ والقمرُ
أعراسُ يَثرِبَ مُذْ أقبلتَ عامرةٌ
ومن صُدورِ أَهاليها انتفى الكدرُ
وليس مثلُكَ في الأزْمانِ منْ بَشَرٍ
فلْيَس يَرْقَى إلى عليائِكَ البَشَرُ
أَخرَجتَنا مِن ظلامِ سام أُمتِنا
ذلا ، فظَهْرُ العُلا بالذلِّ مُنْكسِرُ
عليكَ ألفُ صلاةٍ كُلما شَهِقَت
نفسٌ وغَنَّت على إيمانِها البَشَرُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق