#الأديبة والكاتبة
#زينة جرادي
خيال منتصف الليل
كتبتُ الرسائلَ حتى تعبتِ الكلماتُ من كلماتي..
بحثت عن معانٍ لم تنبت يومًا في الأبجدية ..
حتى صارت كتاباتي كهلةً مثل أيامي ..
تعبتُ من الانتظارات البعيدة ..
تعبتُ من رحيلِ قوافلِ السنوات ..
وتعبتُ حتى من ذاتي ..
أشتاقُكَ في قناديل الأسفار ..
مثل طيفٍ متمايلٍ على مناديل البَحّارة ..
أو شراعِ سفينةٍ مزّقته رياحي ..
أحتاجُكَ دومًا ..
مثلَ عطر ِالوردِ والريحان ..
وأسافرُ إليك عند المساء بأشعاري ..
أَتَعْلَمُ يا حبيبًا توضأ
للصلاة في حبر دواتي ..
انني حوريةُ القصصِ الخرافية ..
وشهرزادُ الأمسيات عنواني ..
أنا المهاجرةُ في خاطرة منسيّة..
الغافيةُ فوق سطوري..
وجهُكَ صفاءُ ليلٍ تهادى على نبضاتِ فؤادي ..
تصفّحَ أفكاري ..
جعلني أُولدُ من رحمِ الخيال
عروسَ بحرٍ
ساكنةً في أعماق البحار
ولآلئُ النجوم ترصّعُ جِيدي ..
وصوتُ نايٍ تطربُ له الوديان ..
يزفُّني إلى خليلي ..
وقتَ غزلتْ نسائمُ الهوى مغازلَها ...
يا ليتني كنت رسامة ورسمتك ..
بطلاً من ابتكار لهفتي ..
واشتياقي ..
أبطال الخيال دوماً يأتون في منتصف الليالي..
يتهامسون ويتعاشقون سراً ..
ثم يغادرون فجراً ولا يبقى من آثارهم ..
إلاّ خيالات تُروى في الحكايات..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق