الدولة .. ورعايتها للجميع
لايخفى على الجميع بأن المجتمع العربي هو مجتمع قائم على العشائر والعوائل ومنها تتكون الدولة وكل قبائلنا وعشائرنا وعوائلنا من مختلف الأجناس والأعراق والأديان والطوائف هم محترمون ومتعايشون ضمن الدول في وطننا العربي الكبير .
هناك حقيقة تقرها كل القبائل العربية ، وفي طليعتها المؤروخون والنسابون ، وهي ان قبيلة بني تميم من أكبر القبايل العربية عددا ً وأوسعها مساحة من الأرض العربية وقد ظهرت عنها قبائل وبطون عديدة ، وقد تميزت بالفصاحة والشعر والكرم والشجاعة والمآثر العربية الاصيلة ، فهي مضرية ويعود بها النسابون والموثقُون الى ( العدنانيين ) وان الجد الأول لها هو ( تميم بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر) ، ويتصل نسب تميم بالنسب النبوي الشريف في " الياس بن مضر
وكان رسول الله ص في بداية دعوته الشريفة يصر وبحث أتباعه على كسب تلك القبيلة للأسلام لأنها تمتلك المقومات المهمة لنصرة الأسلام والمسلمين .
وذكرهم رسول الله محمد ص
في مواطن عديدة مثلا ( هم أشد أمتي على الدجال ) . وقد كانوا سدنة الكعبة فبل ان يتسلمها الجد الخامس للرسول محمد ص وهو:
قصي بن كلاب بن الحكيم بن مره بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر
ذكرهم الأمام علي ع في أحدى خطبه الشهيرة والتي ذكرت في نهج البلاغة .
ان بني تميم لم يغب لهم نجم الا طلع آخر وانهم لم يسبقوا بوغم في جاهلية ولا اسلام وان لهم بنا رحما ماسة وقرابة خاصة نحن مأجورون على صلتها ومأزورون على قطيعتها
قبل شهور عدة وقفنا مع الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي وأهله وعشيرته ومحبيه عندما أقاله رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي وأعتبرناه سابقة خطيرة في التعامل مع قادة الجيش المخلصين والكفوءين ونحمدالله على الرجوع عن القرار في ظل الحكومة الجديدة .
في قصة جميعنا يتذكرها في عهد خلافة أمير المؤمنين علي ع عندما كان بمشي في أحد شوارع الكوفة مركز الخلافة الأسلامية ورأى رجل نصراني طاعن في السن يتكفكف رزقه فوقف عنده وقال ماهذا ولم يقل من هذا وهنا يستغرب من الفعل والتصرف الغير مسؤول من قبل أدارة الدولة : قالوا له ياأمير المؤمنين إنه نصراني قد كبر وعجز ويتكفّف.
فقال الإمام (عليه السلام): ما أنصفتموه.. استعملتموه حتى إذا كبر وعجز تركتموه، اجروا له من بيت المال راتباً . وهنا تكمن مسؤولية القائد في أحترام الجميع وتحقيق العدالة والنظام والقيم والمبادئ .
قبل ثلاثة أيام أصيب اللواء الركن عبدالحسين التميمي قائد عمليات بغداد بنزف دماغي أثناء واجبه ولكثرة الضغط النفسي والعملي والتفكير بحجم المهمات الصعبة والجمة أستوجبت حالته الى أجراء طبي سريع لخطورته . ولكن الغرابة تفاجئ الجميع من ضباط وقادة وأهله وعشيرته بأن اجراءات الدولة غير مرضية مما دعت الحاجة الى ترك موضوع الدولة وأجراءتها وتسفيره عن طريق أستئجار طائرة خاصة ذات مواصفات طبية ( أسعاف ) أستقدموها من تركيا واجريت له العملية وتمت بنجاح بعون الله .
وهو الأن خاضع للعلاج وهذا طبعا تكفل به أهله وعشيرته دون أي دعم من الدولة .
اللواء الركن عبدالحسين التميمي . شهادتي به مجروحة ( لأنه أبن عمي المقرب ) . ولكن أود أعطيكم نبذة فقط بسيطة عنه هو أحد الضباط الكبار في زمن الحكومة السابقة وضابط ركن معروف في قيادته وخبرته وذكائه . ولست هنا بصدد مدحه وتقييمه . فهو لديه الكثير من الشهادات التقديرية العراقية والعربية والدولية وخاصة من القيادات الأمريكية ودول التحالف . وكان عمله طيلة الأعوام السابقة منذ2003 ولحد أستلامه منصب قائد عمليات بغداد . في قيادة العمليات المشتركة وهذه كانت مسؤولة عن التخطيط والمتابعة والتنفيذ في تحريك القوات لقيادة المعارك في جميع قواطع العمليات العسكربة والأستخبارية في العراق وكان له دور مهم وكبير في ذلك ويشهد له الجميع . فليس من المعقول أن يعامل المقاتل بعد أصابته بتلك الطريقة .
المقاتل أذا لم تتوفر لديه مقومات الصمود والأستمرار والتأمين على حياته ومستقبل عائلته كيف تتوقعون منه الثبات والتضحية والعمل والأخلاص .
هناك الكثير من البرلمانيين والوزراء من الأحزاب والكتل وحاشيتهم يصرفون الملايين من الدولارات داخل العراق وخارجه بحجج العلاج والأيفادات والسفارات والعقود وغيرها وهي معروفة لكل العراقيين .
هذا التعامل والمزاجيات مع العراقيين غير مقبول . يجب أن يكون الجميع تحت الرعاية والحماية للدولة . وإلا فسوف تخسرون كل مناصيركم وقواعدكم وشعبكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق