الثلاثاء، 26 مايو 2020

عتاب ؛ بقلم الشاعر سركاستى موراد ( الجزائر 🇩🇿 )

#عتاب
وتظل كل الظنون تلفُّك..تتمنّين لو أنّك تتخلّصين منها بلهفة واحدة..لهفة عشق نقي يرفرف في أفق عينيك...تتمنّين لو أنّك تستطيعين تمزيقه ورميه  في الهواء تنثره ريح العشق بعيدا...لكنّ الظنّ يا سيدتي يعصرك..سيجعلك منعزلة عن العالم..في غرفة الذكريات المظلمة..تبحثين عنّي بين رفوف مكتبتك الصغيرة..ربما بقيت قصيدة تليتها لك ذات مرة...ربما قصة أو خاطرة مدسوسة في إحدى كتبك...ستبحثين في صندوقك الصغير تحت السرير..تعودين إلى قراءة رسائلي ألف مرة...تقرئينها بطرق مختلفة...تعشقينني أكثر...ستبحثين أكثر...ومن دون رغبة منك...ستبكين...تصرخين...تكسّرين أقلامك..تبعثرين كتبك...ثمّ تختبئين تحت وسادتك من ظلّي..من طيفي...الذي يراودك كل لحظة..تتوسلين.."أن أرجوك..أرجوك..ارحم هشاشة قلبي"...لكن دون جدوى...
اخترت طريق الظّن المليء بالمنعرجات...تحاولين الاستغاثة...تحاولين الاستفاقة..لكن الدموع تمنعك...والكبرياء يمنعك...والظنّ يمنعك....
تجلسين وحدك كل مساء...تراقبين هاتفك..علّني أتصل..أو أبعث رسالة..تتفقدينه كل لحظة...لكنك تنهزمين...تستسلمين للوحدة..للمساء...للألم....تحاولين الكتابة..أو الرسم علّك تلهين ذاكرتك قليلا..لكن دون جدوى...تشعلين الموسيقى..تحاولين الرقص...لكن.....
وفي لحظة ما من كل هذه المسرحية...التي كتبتِ فيها السيناريو باتقان...تتفطّنين إلى مكمن الخلل...تسرعين إلى هاتفك..وقبل أن تتصلي...تصلك رسالة...تفتحينها..
"هل يستطيع النور مفارقة القمر...هل يكون الربيع رائعا من دون ورود...هل هناك حب من دونك أنت...لا ...مستحيل...أنت امرأة إستثنائية..خفيفة كالظلّ...أنت سيدة النساء...أنت أملي..حلمي..ومن دونك......"
فجأة ينتهي شحن هاتفك..ينطفىء...تسرعين إلى شحنه...تعاودين فتحه...لكن...لا توجد الرسالة....يكاد الجنون يقتلك...
"إلهي..ربي..ما الذي يحدث لي...أرجوك ..أرجوك...ارحم هشاشة قلبي..."يسمع صراخك من بعيد...يكاد يغمى عليك....
ثمّ تستعيدين وعيك حينما تسمعين همسا خفيفا يناديك.."حبيبتي...أحبك.."...تشعرين بيد خفيفة تمر على جسدك...يداعب خصلات شعرك...يقترب منك أكثر..تحسين بأنفاسه المتلهفة تعانقك...يزداد الهمس في أذنك اليمنى.."وهل أعيش من دونك حبيبتي..."....تغمضين عينيك..تستسلمين له..تعتريك نشوة غريبة...تتذكرين اللقاء الأول والثاني والثالث والألف...وفجأة تشعرين بنسمات المساء الباردة..تعيدك إلى وعيك..يختفي طيفي.......تجهشين بالبكاء.."أرجوك...أرجوك...ارحمني...ارحم هشاشة قلبي...أحبك.. أحبك.. "ثم تستسلمين للنوم كطفلة صغيرة....
_
_____اليوم الأخير من شهر العشق...سنة العتاب...____

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لبنان الصمود في سطور

  في كل مرة تعرض فيها لبنان لعدوان، كان يثبت للعالم أنه أرض الصمود والتحدي. من الغزوات والاحتلالات التاريخية إلى العدوان الحديث، كان الشعب ا...